{ لا أدري لماذا تذكرت، مساء امس الأول، الاحداث المضحكة التي صاحبت الفيلم العربي (اللي بالي بالك) للممثل الكوميدي المصري محمد سعد والذي انتقل (فجأة) من الحي الشعبي والبئية البلدية التي تربى فيها الى أعلى المستويات بعد العملية الجراحية التي اجريت له عقب الحادث المريع اثناء المطاردة بينه وبين الضابط رياض المنفلوطي..؟! { اجريت (العملية) من جانب إحدى الطبيبات، عديمات الذمة، وتم نقل عقل (اللمبي) البسيط المتهم في قضية، دخل على اثرها السجن، الى جسم ورأس الضابط المحترم المصاب (بالتشنج).. وتوالت الاحداث المضحكة في ذلك الفيلم تباعاً بعدما وجد أحد الضباط، حسن حسني على ما اذكر الفرصة في وفاة الضابط رياض لتمرير اجندته في السجن الذي آلت ادارته للمبي المعدل.. وال(ما عارف حاجة)..!! { ولأن الطبع يغلب التطبع فقد فشل اللمبي في الاندماج في (الدنيا الجديدة) التي وجد نفسه فيها فجأة، وبدون اي مقدمات.. ومارس الاندهاش، والغباء في كل خطوة بداية من (البيت الفخم).. ومروراً بالمكانة (المرموقة).. والزوجة الجميلة.. حتى ملابس الضابط كانت غريبة عليه.. وكان من الطبيعي ان يحاول الهرب من المنزل عندما سمع بصوت (النجدة) التي كانت قادمة للمنزل لترحيله الى السجن (حيث يعمل)..!! { الكل اقتنع بأن اللمبي هو رياض.. اللهم الاّ اللمبي والضابط (المصلحجي).. حتى زوجته لم تعلم بحقيقة الامر، ولا ابنته، ولا حتى بقية الطاقم العامل معه في السجن سواء الضباط او المسجونين.. اللمبي، ودون ان يشعر، حاول الهرب من (الكلب البوليسي) بمجرد الوصول الى مقر عمله..!! { وامام لجنة (حموم) الانسان.. تجلت التلقائية في التناول، وانفجر كل المتابعين بالضحك من كوميديا الموقف.. خاصة وان (اللمبي) الذي هو امام الناس جميعاً في ذلك المشهد (رياض المنفلوطي).. حتى عندما قُدم لإلقاء كلمته لم يعرف بأنه هو المقصود الاّ بعدما لفت حسن حسني انتباهه..!!! { استهل الرجل كلمته بالقول: ان (التشرد الاطفالي) موجود في كل العالم.. وذكر، حسب ثقافته، بعض الاماكن على شاكلة: العتبة، ميدان رمسيس، الملك الصالح.. ومن ضمن ما قال من كلمات، لا علاقة لها بالواقع والموضوع المراد التحدث عنه: (الجنيه غلب الكارنيه) في اشارة الى تمدد الواسطة والرشوة في المجتمع.. ولعل تلك الرسالة كانت من الرسائل الذكية التي ارسلها سعد عبر الفيلم..!! { وعلى الرغم من ان اللمبي لم يتأقلم مع الوضع الجديد.. وحاول، مراراً وتكراراً ووصل به الامر للتفكير والشروع في الهروب من الوضع الغريب الذي وجد نفسه فيه الاّ انه وبمجرد علمه بان هنالك (خطراً يهدد البلد) قام باستعادة شخصية رياض المنفلوطي والذي كان ينطقه (رياض البنطلوني)..!! { فرض اللمبي، أو رياض، شخصيته علي الضابط (المصلحجي) ومارسه سلطاته التي كانت مسلوبة منه.. وقام بإفشال خطة تهريب احد المساجين الذين مارسوا الجشع واغتنوا على حساب افراد الشعب.. قام اللمبي بانقاذ الموقف وألقى القبض على المتهم الهارب ثم سلّم الكاب والبدلة العسكرية لزميله وهرب..!! { يبقى القول إن رياض البنطلوني موجود بيننا في الازمة المفتعلة التي تأججت بفعل فاعل والمتعلقة بانتخابات الاتحاد العام.. كما ان اللمبي هو الآخر موجود.. وهو الذي قادته الاقدار بدون سابق اعلان ليقوم بدور الضابط..!! { قرار الفيفا.. وما جاء في خطابه الاخير واضح يا سادة.. ولا يحتاج لأي تأويلات او تفسيرات.. ثم ان تصريحات الاخ الوزير الاخيرة، بشأن هذا الموضوع لم يحالفها التوفيق، على الاقل ولو من باب انها وضعته امام خيار واحد من بين خيارين.. الأول: ان يتمسك بكلامه ويقود السودان نحو التجميد قبل ان يجف حبر القرار الذي تم بموجبه تعيينه وزيراً.. والثاني: ان يعود الوزير ويغيّر كلامه.. { وفي الحالتين.. (لا.. ما ضايع).. في الحالتين سنردد: على وزارة الشباب والرياضة: السلاااااااااااااااام..!!