{ الجنوبيون أعضاء (المؤتمر الوطني) والأحزاب الأخرى في الشمال، يمثِّلون بلا شك القاعدة الأساسية التي ينطلق منها مشروع (تجديد الوحدة)، فوحدة السودان قديمة غير أنها تحتاج إلى (تجديد) لإحياء خلايا التمازج والانصهار بين الشمال والجنوب. { ولهذا فإن الحفاظ على عضوية «المؤتمر الوطني» من أبناء جنوب السودان، بل والعمل على استقطاب المزيد بعشرات الآلاف من الشباب والمرأة في الاستوئية وبحر الغزال وأعالي النيل، لهو الطريق الصحيح لتحقيق نتيجة (نعم للوحدة)، بأغلبية مريحة في الاستفتاء على تقرير المصير المزمع إجراؤه في يناير من العام المقبل. { ولا يبدو مفيداً في الوقت الراهن، إعلان الحزب الحاكم - من حين لآخر - عن انضمام المئات من أعضاء حزبيْ «الأمة القومي» بقيادة الإمام «الصادق المهدي»، والاتحادي الديمقراطي» بزعامة السيد «محمد عثمان الميرغني»، إلى قوائم العضوية بالمؤتمر الوطني. { لن يكسب الحزب شيئاً، بعد كسبه للانتخابات، من هذه الحملات الدعائية في المكان والزمان الخطأ، ولو كنت مكان الدكتور «نافع علي نافع»، نائب رئيس المؤتمر الوطني، لأصدرت بياناً اعتذر فيه لكل المخلصين.. الصادقين من أبناء السودان الراغبين في الانضمام للمؤتمر الوطني، خاصةً القادمين من حزبيْ «الأمة» و«الاتحادي الديمقراطي». { فليس كسباً، بل خسارة فادحة، أن ينضم للحزب - في هذه المرحلة - المئات أو الآلاف من (الشماليين)، بينما يخرج منه بالباب الخلفي العشرات من أبناء الجنوب الذين ظلوا أعضاءً بالحزب لنحو عشرين عاماً..!! { المكسب السياسي الحقيقي.. الآن، أن تستقطب رموز السياسة والمجتمع والثقافة والرياضة في جنوب السودان؛ خاصةً وأن الكثير من مواطني الجنوب غير راضين عن أداء «الحركة الشعبية» وحكومة الجنوب في ما يتعلق بالخدمات من صحة وتعليم، ومسكن، وطرق ومواصلات، فضلاً عن حالة (الإحباط السياسي) التي تنتاب قطاعات واسعة من أبناء الدينكا، النوير، الشلك والاستوائيين، جراء غياب الفكرة والقيادة. { لقد شعرت بالحزن والأسى بالأمس، عندما زارني بمكتبي عمنا السيد «توماس ياي مليك» رئيس المؤتمر الوطني بولاية البحيرات، الذي جاء ليسلمني صورة من خطاب استقالة (جماعية) من الحزب يحوي (28) توقيعاً لقيادات فاعلة كان بعضها وزراء ومحافظين بالولايات الجنوبية..!! { صحيح أن الاستقالة مبررة بأسباب لا تبدو متّسقة مع بعضها البعض، لكن الثابت - من خلال حواري مع الرجل الكبير - أن هناك حالة (ململة) وضيق وتذمُّر وسط جنوبيي المؤتمر الوطني مردّها أن جهات أخرى (في الشمال) هي التي تملك حق الترشيح للمناصب في الجنوب والشمال دون مشورتهم..!! { الأخ الكريم الدكتور نافع علي نافع: أرجو أن تسارعوا لجمع ما تبقى من شتات الجنوبيين بالحزب الحاكم، فالصورة تبدو مقلوبة، وتحتاج إلى تعديل. { العم «توماس» وعدني بأن يعمل من أجل الوحدة حتى من خارج «المؤتمر الوطني»، وأكد لي أن أغلب مواطني البحيرات سيصوِّتون لصالح وحدة السودان.