قال الصحفي فضل الله رابح في مقاله اليوم على صحيفة (الإنتباهة)، أن د. إبراهيم غندور قدّم في المؤتمر الصحفي بالخرطوم، يوم الثلاثاء، رؤية متوازنة ومقنعة للجميع وبشطارة سياسية لا تسمح بأية مراوغة، وأظهر نوعاً من القيادة القوية، وتحكم في كل مفاصل الحزب، وسيطر على أكبر المنافذ، التي كان يجعل منها البعض من القيادات مراكز للقوة والنفوذ داخل أروقة ومؤسسات الحزب، ويمثل المال واستثمارات الحزب أساسها وبنيانها الذي تقوم عليه. وأضاف رابح أن سيطرة غندور على المال سبقت سيطرته السياسية والإدارية حتى ظن البعض أن شرايين الحزب قد جفت ونضب معينه المالي.
وقال إن الأداء المتميز لغندور هو بسبب الخبرة السياسية والفكرية والبنية المعرفية، فغندور مثل مولانا أحمد هارون له جمهوره الخاص خارج دائرة الإسلاميين «الصفوية المحافظة»، وكل يوم تزداد جمهوريته. وأمس الأول في مؤتمره المحضور بقاعة الشهيد الزبير جلس بالقرب منه الأستاذ محمد لطيف ومقابل له الأستاذ مؤمن الغالي، وكلاهما يصغي إليه باهتمام ويستمع إلى رؤيته وتحليله للأشياء التي قدمها بلياقة ذهنية واحترافية وجدت تقديراً من الحضور. وقال أن غندور في مؤتمره الصحفي اثبت لمؤمن الغالي وللطيف اللذين أتيا متبصصين، أن حزبه متقشف ويعيش في تصريف أموره وأنشطته على اشتراكات عضويته ودعم المقتدرين من رجال الأعمال من أعضائه واستثمارته، وهو تبرير أقنع مؤمن الغالي الذي قال إنه جاء ليطمئن إلى حفظ أموال المواطن السوداني، أنها لم تُبدّد في مؤتمرات الحزب الحاكم، وقالها على رؤوس الأشهاد أنه اطمأن إلى أن مالهم محفوظ.
وأضاف رابح أن غندور ليس كما يبدو مجاملاً، ولكن في داخله شخصية قوية ولاذعة أشبه بشخصية الدكتور نافع علي نافع الذي خصه الله بشخصية نادرة في الصدق والأخلاق والصراحة لم تتوفر لأحد، رغم رأي البعض من الذين يرون فيه غير ذلك، إلا أن المعلوم عن شخصية نافع أنه شفهي وواضح لا يعرف المساومة والتنازلات على حساب ثوابته.