دعا دكتور عثمان ابوزيد الخبير الإعلامي إلى أهمية تغيير مناهج الإعلام والمناهج الدراسية بالمدارس لتواكب مرحلة الإعلام الجديد، ووصف الانتقال من الإعلام التقليدي إلى الجديد بالتاريخي، مشيراً إلى التغيير الذي طرأ في المحتوى الإعلامي شكلاً ومضموناً. وقال د. أبوزيد خلال حديثه في المحاضرة التي قدمها اليوم بمنبر (سونا) حول الإعلام الجديد (نحن في حاجة الي مناهج دراسية تعلم الاطفال كيفية التعامل مع الاعلام وذلك بادخال التربية الاعلامية في المناهج الدراسية) مضيفا ان نظرة البعض للإعلام الجديد (سوداوية) وانهم ينظرون للنصف الفارغ من الكوب، لافتاً أن من فوائد الإعلام الجديد إتاحة التعدد والتنوع وتوصيل المعلومة بصورة فاعلة وتلقى رجع الصدى في حينه. وأشار الخبير الإعلامي د. أبوزيد إلى اختلاف وجهات النظر حول ايجابيات وسلبيات الإعلام الجديد مشيراً الي تجربة دولة اندونيسيا في الاستفادة من الإعلام الجديد (كقناة اتصال) ربطت الجزر الاندونيسية في مجالات الاقتصاد والتنمية. ولفت د. ابوزيد إلى انعكاسات الإعلام الجديد على مستوى الفرد والمجتمع من خلال مواقع التواصل الاجماعي ، مبينا ان الإعلام الاجتماعي غير احترافي فيه جوانب سلبية ويمكن للبعض ان يحوله الي وسائل ضارة، وقال إن الإعلام الجديد في ثورات الربيع العربي كان عاملاً مساعداً وليس حاسماً . ودعا د. ابوزيد إلى ضرورة التهيئة للدخول في مجال الاعلام الجديد، مشيراً إلى التغييرات التي أحدثتها وسائل الإعلام الجديد في جانب المحتوي، الذي يتصف بعدم الرصانة والارتجال خاصة في الإعلام الخاص . وحول الانتقاء والتوصيل قال ابوزيد نحن في حاجة إلى إنتاج المفيد من المحتوي الاعلامي بمواصفات عالية الجودة، واضاف ان الاعلامي السوداني في حاجة إلى التعريف بنفسه من خلال القوائم البريدية والمواقع الصديقة . ودعا الخبير الإعلامي الي إعلاء الحتمية القيمية والتي كانت تعرف في السابق "بالمسئولية الاجتماعية"، بجانب الانتقال من مرحلة الاختيار إلى الالتزام، ونادي بضرورة تعديل النهج الإداري للمؤسسات الإعلامية بأن تكون العلاقات أفقية تمشيا مع النهج الاتصالي في الإعلام الجديد . وأوصى الخبير الاعلام د. عثمان ابوزيد في ختام محاضرته بضرورة تحييد الإعلام في التجاذبات السياسية وأن تكون وكالات الأنباء هي المرجعية بشرط ان تستخدم التحليل والتدقيق ، مشيداً بدور وكالة السودان للانباء باعتبارها دليلا للمعلومات عن السودان .