مع انتهاء مرحلة التكهنات وبداية مرحلة قطع الشك باليقين ...بات الترقب سيد الموقف في الوسط السياسي انتظاراً لإعلان حكومة الوفاق الوطني الجديدة يوم الخميس القادم.... وتنتظر الأحزاب والحركات المسلحة حصتها من القسمة المنتظرة...حسب الوعد الذي قطعه المؤتمر الوطني تجاههم بتقديم تنازلات كبيرة في المناصب... وتشير بعض التسريبات الى جهود حثيثة تبذلها الحكومة لاقناع بعض الممانعين للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني...كما تأتي توقعات بتقليص حصة الأحزاب الاتحادية وسحب منصب مساعد الرئيس منها ..حيث يتوقع خروج جلال الدقير ومحمد الحسن الميرغني من القصر الرئاسي في اطار تقليص الانفاق الحكومي...وبالرغم من حديث مساعد الرئيس ابراهيم محمود ان حصة الوطني ستكون 50% من كيكة السلطة الا ان هنالك مطالب من داخل ردهات الحوار الوطني باوزان صفرية..بمعنى ان يتساوى الوطني مع اقرانه في السلطة... ورغم اعتقاد الكثيرين بصعوبة تقديم تنازلات طوعية من قبل المؤتمر الوطني للآخرين... الا ان قادة الحزب دأبوا في تصريحاتهم على تأكيد الوفاء بالوعد الذي قطعوه. تكرار التأجيل... إعلان تشكيل الحكومة تصاحبه ضبابية كثيفة بسبب التأجيل المتكرر لإعلانها على خلفية الفترة المُحددة بثلاثة أشهر من التوقيع على مخرجات الحوار الوطني والوثيقة الوطنية التي جرت في العاشر من أكتوبر العام الماضي.... الا أن اعتراضات كبيرة حالت دون إعلانها في ميقاتها المحدد، بعدها أعلنت آلية 7+7 واللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني عدة مواقيت لإعلان الحكومة...إلا أن الحكومة لم تعلن في كل المواقيت التي ضُربت لها سابقاً، ومع نشر معلومات مؤكدة أمس ترجح الإعلان عن حكومة الوفاق الوطني الخميس القادم بعد عقد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني اجتماعه غدا الاربعاء للوقوف والاطلاع على الترتيبات النهائية للحكومة المرتقبة... يبدو أن الميقات المضروب نهائي لجهة أن إعلان الحكومة تأخر كثيراً منذ تاريخ التوقيع على الوثيقة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني....وبعد كل هذه الفترة أُعلن عن إعلان حكومة الوفاق الوطني في خواتيم هذا الاسبوع مما يرمي بالأسئلة عن إمكانية إعلانها في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات ...وهل ستفي بمطلوباتها؟...علماً بان الرئيس اشار في خطابه الى ان الحكومة الجديدة ستكون من الكفاءات؟.. إرضاء الجميع... اكد رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية بولاية الخرطوم محمد ادم دستوري في حديثه ل«الصحافة» اكتمال كل الترتيبات لاعلان الحكومة، موضحاً اسباب التأخير الى اهمية التشكيلة نهائية لاستمرارها حتى 2020 وسعياً لارضاء الجميع بمشاركة كل القوى المشاركة في الحوار لانها صفحة جديدة يجب ان تكون بيضاء... واضاف دستوري ان اجتماعات الحركة مع الوطني مستمرة لاجل المصفوفة الجديدة التي تدعم اتفاقية الدوحة للمشاركة النهائية في السلام، واشار الى ان الحوار خاطب المشاكل التي ظل يعاني منها اهل دارفور ،مؤكداً مشاركتهم في حكومة الوفاق الوطني في كافة المستويات البرلمانية والتنفيذية ومجالس المحليات، وقطع بحسم التوازنات الحزبية من قبل رئيس الوزراء،مؤكدا ثقتهم في وعود الرئيس بتنفيذ كل المخرجات.. واضاف ان مشاكل السودان هي المؤسسات الحزبية وهي التي اقعدت بالبلاد منذ الاستقلال، مؤكداً توافق قوى الحوار على معالجة الخلل بابداء الرأي وقبول الرأي الاخر. فترة عصيبة... مرت فترة ما بعد التوقيع على المخرجات والوثيقة الوطنية وقبل الاتفاق على إعلان تشكيل الحكومة بكثير من المطبات.... منها ما أعلنه رئيس الجمهورية عمر البشير بأن الكيكة صغيرة والأيدي كبيرة... وهذا يتضح في عدد الأحزاب والحركات المسلحة المشاركة في الحوار الوطني والتي تجاوزعددها المائة حزب وحركة تنتظر نصيبها من كيكة السلطة... واحتدم الجدل في تعيين رئيس الوزراء والتعديلات الدستورية التي أحدثت ردود أفعال واسعة خاصة فيما يتعلق بالحريات وتقليص صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات الوطني... مما أثار جدلاً واسعاً.. وتمسك حزب المؤتمرالشعبي على تضمين التعديلات الدستورية كما هي دون أي حذف أو تأخير، وساهم الجدال القائم بين الشعبي والحكومة في تأخير إعلانها، ومن ضمن ذلك أيضاً انتظار بعض المتوقع قدومهم من الحركات والأحزاب التي تخلفت عن مراحل الحوار الأولى خاصة مع تحركات الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي الذي يسعى لإلحاق الحركات المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال، وأفلحت بعض الجهود الداخلية في إلحاق بعض من القوى السياسية التي تمنعت في فترات سابقة. سيناريوهات مابعد الإعلان... وفي ظل التجاذبات المتوافرة الان يظل السيناريو المتوقع بعد اعلان الحكومة حسب المحلل السياسي د/أسامة زين العابدين أن قرارالمؤتمرباعلان الحكومة يعني انه سيمضي للأمام وبمن رغب من أحزاب الحوار بالرغم من انقسام حزب المؤتمر الشعبي الشريك الأبرز ، وتوقع حسم الامر بتأييد جناح علي الحاج لامتلاكه الكلمة الكلمة الأخيرة في أمر مشاركة الشعبي من عدمها....وحول موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يرى زين العابدين عدم التوافق بين الوطني والاتحادي بسبب القائمة التي رفعها الاخير... مضيفاً ان الحكومة أضحت «قاب قوسين» أو أدنى من الإعلان دون الاكتراث للأصوات التي بدأت تخرج هنا وهناك من أحزاب الحوار مما يؤكد تمسك المؤتمر الوطني على حسم الأمر. مطبات على الطريق... يبدو أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واللجنة التنسيقية العليا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني عزموا على إعلان حكومة الوفاق الوطني بعد غدٍ الخميس بعد طول تأجيل... وفي ظل تردد ومناورات المؤتمر الشعبي بالمشاركة تارة والامتناع تارة اخرى بحجة عدم قبولهم اذا لم يجاز ملحق الحريات في التعديلات الدستورية الاخيرة ....وعلى الجانب الاخر دخل الاتحادي في معركة داخلية وخلافات نصر فيها الميرغني ابنه الحسن وبارك ترتيباته الاخيرة الخاصة بترشيحات الاتحادي في الحكومة واعلن عن عودته في رمضان القادم...مامدى التوافق على الحكومة الجديدة من قبل المتحاورين.... وهل سيتجاوز الحوار الوطني هذه المطبات ويهبط إلى التشكيل بسلام بعد غدٍ الخميس؟