حالة من الترقب تتسيد الشارع السوداني وخاصة السياسي هذه الأيام، في انتظار إعلان حكومة الوفاق الوطني التي من المتوقع أن يتم إعلانها خلال اليومين القادمين، وربما الساعات القادمة، وكان رئيس الجمهورية قد أكد خلال مخاطبته المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني، أنها ستعلن في الأسبوع الذي مضى، ومن المنتظر أن يعقد المؤتمر الوطني اجتماعاً طارئاً للمكتب القيادي لاعتماد ترشيحات ممثليه في الحكومة، ووفقاً لمصادر (آخر لحظة) وسط توقعات باحتفاظ غالبية وزرائه السابقين بمناصبهم، مع مغادرة آخرين أكملوا أكثر من دورة في المناصب. *ملامح الحكومة وبحسب مصادر الزميلة السوداني، فإن رئيس الجمهورية عقد مساء الخميس الماضي، اجتماعاً مطولاً مع نائبه الأول ورئيس مجلس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح بقصر الضيافة ومساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب المهندس إبراهيم محمود ورئيس قطاع التنظيم بالوطني فيصل حسن إبراهيم توطئة لإعلان التشكيل الوزاري الذي باتت ملامحه واضحة المعالم بعد أن أعلن الوطني عن تنازله عن 50% من حصته في الحكومة، وسلمت غالبية الأحزاب قوائم ترشيحاتها على رأسها المؤتمر الشعبي الذي استبق الإعلان الرسمي وأفصح عن ممثليه في الجهاز التشريعي والتنفيذي، الخطوة التي واجهت انتقاداً من بعض قيادات الوطني على رأسهم عضو المكتب القيادي د.أمين حسن عمر، وأكدوا أن الشعبي خالف الأعراف المتبعة في هذا الشأن، باعتبار أن الجهة المخول لها إعلان الحكومة هو رئيس مجلس الوزراء، وكذلك نجد أن الحزب الاتحادي حسم الخلاف والجدل حول المشاركة، واعتمد مجلس الوزراء القائمة التي قدمها رئيس الحزب المقيم في القاهرة محمد عثمان الميرغني وأبقت على نجله الحسن في منصب مساعد رئيس الجمهورية، والأمير أحمد سعد في منصب الوزير بمجلس الوزراء، بينما شملت بقية القائمة بعضاً من خصوم الحسن الذين فصلهم من الحزب، ورشحت كثير من التكهنات والترشيحات حول المناصب الوزارية وتوزيعها على الأحزاب المشاركة. نائب رئيس وزراء وبعد أن قطع الوطني الطريق أمام أي تغييرات في مؤسسة الرئاسة، الأمر الذي يجعل حسبو محمد عبد الرحمن يحتفظ بمنصبه نائباً للرئيس، إلا أنه ابتدع منصب نائب رئيس الوزراء والذي خصصه لرئيس حزب التحرير والعدالة القومي د.تيجاني السيسي الذي كان يشغل رئيس السلطة الانتقالية، ورشحت أنباء عن مغادرته البلاد إلى لندن. *كيكة صغيرة أكثر من مائة حزب وحركة مسلحة شاركت في الحوار الوطني، الأمر الذي ساهم في تأجيل إعلان الحكومة الجديدة أكثر من مرة بعد تعيين رئيس الوزراء في مارس الماضي الذي أوكلت إليه مهمة اختيارها، فقد أكد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أن تشكيل الحكومة ليس بالأمر السهل، وقال إن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة، علماً بأنه لن تكون هناك زيادة في عدد الوزارت الاتحادية وفقاً لتأكيدات الحزب الحاكم. *خلاف الشعبي وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع داخل المؤتمر الشعبي عقب إعلان الأمين العام لمرشحيه في الجهازين التنفيذي والتشريعي واعتذار اثنين من القيادات عن تقلد المناصب، قطع رئيس تيار إسناد الحوار د.عمار السجاد بأن الخطوة لن تؤثر في تأخير إعلان التشكيل الوزاري، مؤكداً أن الحزب قد وضع بدائل لهم، وحول توقعاته بتوقيت الإعلان قال السجاد ل(آخر لحظة) الكرة في ملعب الحكومة. *تخمين القيادي بالمؤتمر الوطني والنائب البرلماني د.الفاضل حاج سليمان نفى علمه بانعقاد مكتب قيادي للحزب، إلا أنه أكد عدم وجود ما يؤخر إعلان حكومة الوفاق الوطني وفقاً لما أعلنه رئيس الجمهورية بأنها ستعلن في الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن ذلك يؤكد اكتمال قوائم المرشحين ولم يتبقَ إلا إعلانها رسمياً من السلطة، ويرى الفاضل إن كانت توجد أسباب للتأجيل ينبغي أن يعلن عنها، إلا أنه عاد وأكد أن القرار النهائي بيد رئيس الجمهورية وما دون ذلك يصبح مجرد تخمين وتكهنات. إلى أن يتم الإعلان الرسمي للحكومة، تظل التكهنات والتوقعات هي سيدة الموقف سواء كان ذلك في الموعد المحدد لإعلانها أو الشخصيات التي تتولى المناصب التنفيذية والتشريعية، وسيظل الشارع في حالة ترقب وتتوجه أنظاره صوب مجلس الوزراء لإعلان الحدث الكبير الذي سيحول عقارب الساعة في الساحة السياسية بالبلاد، وكما يقول المثل المصري (يا خبر الليلة بفلوس بكرة ببلاش).