الخرطوم:فاطمة رابح تعتبر خطوة عبد العزيز الحلو الوصول إلى جبال النوبة قبل يومين ؛ من الخطوات الحاسمة والفارقة في منظومة الحركة الشعبية «قطاع الشمال» عقب خلافات عميقة بين مكوناتها وقعت منذ شهور قليلة ماضية قادت نهاية المطاف الى تكليف الحلو بقيادة الحركة بدلا عن رئيسها المخلوع مالك عقار وامينها العام ياسر عرمان وفقاً لمقررات مجلس تحرير جبال النوبة حيث لايزال يعلن المخلوعان عقار وعرمان أن ما حدث انقلاب مرفوض. ونشط اتباع عبد العزيز الحلو وحلفاؤه إلى نشر صورة له مع اثنين من قياداته فيما يبدو إلى يمينه جقود مكوار دون تحديد منطقة الصورة الملتقطة سوى تعليق عليها من ناطقه الرسمي أرنو نقولتو يقول «الحلو في جنوب كردفان ردا على الذين قالوا أنه لن يأتي» ثم أعقب ذلك تسريبات نشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعى تؤكد ان الحلو في مناطق تقع تحت سيطرة الحركة وقد انخرط في مشاورات واسعة لترتيب البيت الداخلي كما جلس مع القيادات السياسية و العسكرية والإدارة المدنية لاستكمال الهياكل و تسمية لجان المؤتمر العام واعداد المنفستو ومن المتوقع أن يقوم بحزمة من القرارات التنظيمية والعسكرية سيتم الاعلان عنها غضون ساعات، وتعتبر هذه خطوة حاسمة وذات تأثير كبير على مستقبل الحركة ، لان الحلو ظل يدير معاركه خلال عامين من خارج جبال النوبة ومن خلال قنوات اتصال مختلفة ، ولكن اخر تحول مثير للانتباه هو اعلان القيادة العسكرية تأييد خطوات عبدالعزيز الحلو ، ومن بعده مباشرة اعلن مالك عقار تشكيل حركة جديدة ، كما ان الحركة بقيادة عقار جددت فى بيان لها امس الاول استعداد الرئيس والامين العام الاستقالة والتعهد بعدم الترشح فى المؤتمر العام. وفي بيان له قال أرنو نقوتلو ، الناطق الرسمى باسم الحركة والجيش الشعبى إن عبد العزيز الحلو رئيس الحركة و القائد العام للجيش الشعبي و صل للاراضي المحررة بأقليم جبال النوبة لأول مرة عقب تكليفه من قبل مجلس تحرير الاقليم في 7 يونيو و أضاف: كان في استقباله اللواء جقود مكوار مرادة رئيس هيئة اركان الجيش الشعبى، و العميد حزقيال كوكو تلودى محافظ مقاطعة توبو وعدد كبير من القيادات المدنية والعسكرية علما بأن الحركة الشعبية مجموعة النيل الازرق كانت قد شاهرت باطاحة جقود مكوار من قبل الحلو وهو ما نفاه في حينها واعتبره محاولة لزرع الفتن والعنصرية التي ظل يتبعها عقار وعرمان ومنذ تفجر الأزمة بدت وساطات غربية من لها مصالح تتحقق في البلاد عبر وحدة المتمردين وذلك للملمة الخلافات لكنها لم تنجح مثلما هو حال الوساطات والمبادرات الدولية والافريقية التي استمرت لأكثر من ست سنوات من وقف الحرب في المنطقتين «جنوب كردفان والنيل الازرق» في وقت يشكك فيه مناوئون للانقلاب مقدرة عبد العزيز الحلو على قيادته للأوضاع في الحركة في ظل ما تعانيه من صراعات إثنية حادة تحمل السلاح وهو ما أدى إلى مقتل عدد من قواتها بولاية النيل الازرق بينما يراهن البعض على أن الحلو قادر على تحقيق تطلعات من تطلق عليهم اسم المهمشين لاسيما في جبال النوبة كأن يتوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة عبر الوسيط الأفريقي أن سارت الأمور على مايرام وبرأي الحكومة فان الحركة الشعبية تتمترس في مواقفها السالبة تجاه عملية السلام في المنطقتين حيث قال ابراهيم محمود حامد مساعد رئيس الجمهورية ان خلافات «الشعبية» نقطة النهاية للمتمردين، مبيِّنة أن قطاع الشمال يتعذَّر بأوهام لإطالة أمد الحرب، وزيادة معاناة أهل المنطقتيْن. مؤكدة أن المجتمع الدولي اقتنع بعدم جدوى الحرب بالبلاد. وقال إن الحركة الشعبية لا تهتم بالقضية الإنسانية، ولا ترغب في التوصل لحل سياسي ينهي أزمة المنطقتيْن، بعد تعنُّتها بالقبول بكافة المقترحات والحلول، وعلى رأسها المقترح الأمريكي لايصال المساعدات للمتأثرين. وأوضح حامد أن الخلافات التي ضربت قطاع الشمال، تؤثر بشكل كبير في عملية احلال السلام ودعا حامد الممانعين للانضمام لمسيرة الحوار، والإسراع في بناء السودان بمشاركة مكوِّنات المجتمع السوداني، دون إقصاء لأحد وتعتقد عفاف تاور القيادية بالمؤتمر الوطني أن الحلو وعرمان ينفذان أجندة الحزب الشيوعي ويجب ابعادهما عن قضية النوبة وبرأي مراقبين أن الحلو سيعمل على التسوية مع الحكومة ولا مجال للحديث عن بنود نصوص سلمية كما وردت في اتفاقية السلام الشامل 2005 م كما لن يكون الحديث عن المشورة الشعبية في المنطقة مثلما كانت تتشدد الحركة من قبل وهي التي حسمت في النيل الأزرق قبل تمرد الحركة وما يسمى بالكتمة في كادقلي اليوم التاريخي المشهور 6 شهر 6 الساعة 6 عام 2011م ويتوقع عدد من الخبراء الامنين اندلاع تصفيات بين القيادات العليا في الحركة الشعبية كما يخشى عدد من المستنيرين وسط أبناء النوبة من تجدد نفس السيناريو التاريخي الذي فعله يوسف كوة بأن سلم قضية النوبة للراحل جون قرنق، ويتم تسليمها الآن لعبد العزيز الحلو وتهمس سرا قيادات من الحركة «أن عبدالعزيز الحلو لاينتمي بشكل كامل الانحدار إلى المنطقة وان والدته من دارفور «المساليت» على الرغم من أن جذوره ومسقطه في قرية الفيض أم عبدالله بجنوب كردفان وربما لهذا الانتماء القبلي يرفض المتشددون من أبناء النوبة أن يتولى الحلو زمام الأمور بيده ولتصحيح مسار الأمس فإنهم يدعون إلى أن يبتعد كل من الحلو وعرمان عن ملف جبال النوبة والنيل الازرق ، ان كل الحسابات تشير الى ان وصول الحلو الى جبال النوبة واجتماعه مع القيادة العسكرية تعتبر مرحلة جديدة وفصلا سياسيا ، ونهاية فصل اخر ، وبكل الحسابات فان عقار وياسر عرمان خارج دائرة التأثير الا من خلال مواجهة عسكرية ذات تكاليف عالية ، وغنى عن الاشارة فان وصول الحلو يشير الى ان دولا اقليمية وعلى الاقل يوغندا ودولة جنوب السودان تدعمه ، وربما الايام تكشف وقائع اكثر..