يبدو أن العلاقة بين الحكومة والزعيم القبلي موسى هلال في طريقها للتصعيد مجدداً، بعد فترة هدنة نسبية شهدتها الفترة الفائتة. وورد في الأخبار أن قوات الدعم السريع قد اقتحمت منطقة جبل عامر، وقامت بنزع أسلحة الأهالي بصورة قسرية، بعد انتهاء ميقات ضربته الحكومة لجمع السلاح غير المرخص. ومعلوم للجميع أن منطقة جبل عامر تحتضن بداخلها مؤيدين لهلال من مجلس الصحوة الثوري، الأمر الذي يجعل ينذر بمواجهة غير مأمولة بين الطرفين. حملات عادية قوات الدعم السريع، وعلى لسان ناطقها الرسمي، العقيد عبد الرحمن الجعلي، قالت إنها تعمل على فرض هيبة الدولة وحسم المتلفتين، وجمع السلاح من أياديهم بصورة قسرية. ولفت الجعلي في حديثه مع (الصيحة) الى أن الحملة في جبل عامر قصد بها فرض هيبة الدولة، وجمع السلاح في اطار التوجه العام للدولة، والداعي لنزع السلاح من أيادي المواطنين. مشيراً إلى هدوء الأحوال في مناطق شمال دارفور، خاصة محليات كبكابية وكتم وما جاورها. مضيفاً أنهم سيعملون على بسط الأمن في كل مناطق الولاية، ومنوهاً لجاهزيتهم لحسم المتفلتين لأجل هيبة الدولة بمساعدة عدد من الجهات الأخرى. بالمقابل يستبعد مراقبون حدوث مواجهات بين هلال والدعم السريع في الفترة القادمة، خاصة بعد توقف وتيرة التراشق الإعلامي بين الجانبين. ويذهب كثيرون إلى أن موسى هلال في طريقه للجنوح إلى السلم مع الحكومة بعد هدوء الأحوال الأمنية في دارفور، وهذا ما ينشده هلال نفسه والذي قام بعدة مصالحات قبلية في فترة سابقة، بالتالي احتمالية مواجهته للحكومة تبدو غائبة. صمت هلال في أعقاب عملية الجمع القسري للسلاح التي نفذتها قوات الدعم السريع بجبل عامر ترقبت الساحة خروج بيان من موسى هلال يوضح ما حدث، بيد أن هلال وعلى غير العادة لزم الصمت، وتحاشى الدخول في مواجهات إعلامية مع الحكومة. وبات هلال في الآونة الأخيرة بعيداً عن أجهزة الإعلام والتصاريح النارية التي كان يطلقها في الأيام الماضية هو وأعوانه، وتحمل تهديدات مبطنة للمركز. وفسر مراقبون عملية الصمت التي تلازم هلال حالياً بأنها تمهيد لعملية صلح قادم. وفي الصدد تشير بعض التسريبات الى أن موجهات حكومية صدرت بعدم التطرق لهلال أو مهاجمته إعلامياً، وهو ما يظن أن هلال قابله بأحسن منه. وعلى صعيد متصل يرى الخبير في الشأن الدارفوري، عبد الله آدم خاطر أن الصراع بين هلال وقوات الدعم السريع مستبعد في الوقت الحالي، لأن كلا الطرفين يحسبان على الجانب الحكومي، بل حتى السلاح الذي يمتلكه هلال في الأصل حكومي. ويضيف خاطر في حديثه مع (الصيحة) أن الحكومة في الوقت الراهن قررت جمع السلاح، ولكن ربما اختلف هلال معهم في الوسيلة والكيفية، لذلك جات عملية النزع بالقوة التي حدثت مؤخراً في جبل عامر من قبل قوات الدعم السريع. جبل عامر بالحديث عن منطقة جبل عامر؛ لا بد من ذكر القبائل التي تقطن تلك المنطقة، وعلاقتها بالزعيم القبلي موسى هلال، عطفاً على وجود معدن الذهب النفيس بكثرة في تلك المنطقة، ما ضاعف من نفوذها، وساهم في وضعها تحت نير الصراع. ويرى موسى هلال وأعوانه أنهم الأحق بالتعدين في المنطقة، وفي بسط سيطرتهم عليها. بينما ترى الحكومة أن ولايتها على البلاد تحتم عليها تأمين وسلامة كل المواطنين. يقول العقيد الجعلي إن هدفهم من المداهمات الأخيرة هي تنظيف المنطقة من المتفلتين بصورة كلية. ويقول الخبير والمختص في الشأن الدارفوري د.عبدالله آدم خاطر إن منطقة جبل عامر تقطنها قبائل بني حسين، وتتبع لولاية شمال دارفور، بالتالى ليس لهلال أحقية قبلية في السيطرة عليها. بدوره يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالماجد عبد الحميد ل(الصيحة) إن جبل عامر مثل نقطة التناقض في دارفور، حيث تجمع المنطقة موسى هلال وحميدتي والمختلفين من مناطق أخرى، ويرى أن الذي يجمع النقائض في جبل عامر هو البحث عن مصالح من خلال البحث عن الذهب. أحاديث سابقة وحاضرة قبل فترة وجيرة؛ ذكر رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الفريق الهادي آدم حامد، أن منطقة جبل عامر بها بعض المتلفتين يعملون في تعدين الذهب، مطالباً بحسم المسألة بأسرع وقت ممكن. وقتذاك لم تبدأ عملية جمع السلاح، ولكن البعض استهجن على الفريق الهادي تلك التصريحات، والتأكيد على أن المنطقة خالية من السلاح. في السياق يقول عبدالماجد عبدالحميد إن حديث الهادي حامد كان حقيقياً وعضدته الأحاديث الأخيرة للدعم السريع والقول بأنها نزعت سلاحاً من أيادي متفلتين. ويطالب عبدالحميد بنزع السلاح من كل القوات الموجودة بالمنطقة، بما في ذلك القوات التي تتبع للحكومة، حتى تصبح المنطقة منزوعة السلاح. ويشدد بالقول لابد أن يكون نزع السلاح شاملاً وليس من أيادي المتلفتين فقط، بل يجب أن يتم الجمع من أيادي القوات التابعة للحكومة. وقال: نحن ندعم جمع السلاح، ولكن لابد أن يكون الجمع شاملاً ولا يستثني أحداً.