برنامج اللوتري الأمريكي هو برنامج الهجرة العشوائية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفيه تمنح وزارة الخارجية الأمريكية بشكل سنوي ما يسمى بال Green Card الإقامة الدائمة للفائزين في المسابقة عن طريق الاقتراع، وهو ما يمنح البعض في الكثير من الدول سواء بشكل فردي أو بشكل أسري فرصة الهجرة والإقامة الدائمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والحصول على الجنسية الأمريكية والاستفادة من أي مميزات يحصل عليها المواطن الأمريكي، وتمنح الولايات، وبدأ هذا البرنامج في عام 1985 عندما أقر مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي تقديم برنامج للاقتراع في شهر أكتوبر من كل عام على سبيل المنحة، لمجموعة من الدول حول العالم، يقوم فيه المجلس بمنح خمسين ألف فيزا دائمة وتعرف بال Green Card للفائزين في المسابقة، والتي يستطيعون من خلالها التعامل والتعايش داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، كأحد مواطنيها. المتحدةالأمريكية عبر هذا (اللوتري)، حق الإقامة بها لحوالي 50 ألف شخص من مختلف الجنسيات، وهنا في السودان ينتظر أعداد كبيرة من السودانيين شهر اكتوبر من كل عام للتقديم لهذه الهجرة، حتى أنه أصبح التقديم مصدر دخل لبعض أصحاب استديوهات التصوير. إلا أن حلم الهجرة لأمريكا أصبح مهدداً بالإيقاف عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالغاء قرعة الحصول على تصريح إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة بعد (حادثة مانهاتن) في نيويورك، التي نفذها مهاجر اوزبكستاني والتي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 12 آخرين بجروح، وكتب ترامب معلقاً في تغريدة على صفحته في تويتر: (جاء هذا) الإرهابي إلى بلادنا بمساعدة برنامج القرعة لتأشيرات التنوع الذي وضعه تشاك شومر).. وشدد على الغائه. الحد من الهجرة: منذ أن دخل ترامب البيت الأبيض بدأ في إصدار عدد من القرارات المتعلقة بالسفر الى أمريكا، وأولها حظر سفر مواطني سبع دول مسلمة من بينها السودان، قبل أن يعود ويستثناه من ذلك الى إصراره على الغاء برنامج الهجرة العشوائية الى بلاده، وبرر تلك الخطوة التي يعتزم على تنفيذها بقوله: (أريد نظاماً قائماً على الجدارة.. نحن ندعو بنشاط إلى مثل هذه الهجرة، لكن لا نريد مزيداً من هذا النوع من عمليات القرعة الذي يريده الديمقراطيون.. نحن بحاجة لأن نصبح أقوى بكثير (وأكثر ذكاء)، وأمر بتشديد اجراءات مراقبة الأجانب. تهديد لأوضاع البيض رغم كل التوقعات بانهيار النظام الاقتصادي الأمريكي، إلا أنها ما زالت حلماً وهاجساً يراود الشباب بغرض التمتع بامتيازات لا مثيل لها، ويبدأ في كل عام الترويج للوتري بتعليق لافتات من القماش الأسود على جدران البنايات وسط الخرطوم تحمل عبارات (عش في أمريكا) (اللوتري الأمريكي.. فرصتك لتفوز بالتقديم – المبكر) وينساق آلاف الشباب وراءها، يحملون طموحات وينسجون خيالات وأحلاماً، الأمر الذي أرجعه الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي الى الضائقة الاقتصادية، التي تعيشها كل دول العالم الثالث والهروب منها الى أمريكا التي يحصلون فيها على الرفاهية، وقال إن تنبؤات الخبراء الاقتصاديين في أمريكا، تشير الى أن الاقتصاد الأمريكي في طريقه للانهيار، ولم يستبعدوا وقوع الدولار، وأوضح الرمادي أن ذلك جعل أمريكا تتخذ قرارات تحد من الهجرة، إضافة الى الهجرة غير المشروعة، كل ذلك سبب لهم تهديداً وتفشياً للعطالة وسط المواطنين الأمريكان الأصليين، ومن أجل ذلك أراد الرئيس الأمريكي أن يسخر الامكانات الامريكية لمصلحة المواطن الأمريكي، ولا يتعارض قراره مع التوجه الجديد في السياسة الغربية، التي تتجه الى الحد من الهجرة لتأثيرها على أوضاع البيض. رد فعل: فيما أرجع مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، وأفريقيا السفير السابق عثمان السيد تهديد ترامب بإصداره قراراً يلغي من خلاله برنامج اللوتري، بأنه قرار وليد اللحظة وانفعالي، جاء كرد فعل للحادثة الأخيرة التي قام بها أحد المقيمين في الولاياتالمتحدة، ولم تتم مشاورة المستشارين، وأوضح السيد أن القرار لاعلاقة له بأسباب سياسية، أو اقتصادية، وإنما لحظة إنفعال واشتهر ترامب بكثرة انفعاله، ويتخذ قراراته بصورة متعجلة وانفعالية، واستبعد اتخاذ مثل ذلك القرار. على الرغم من أن ترامب لم يصدر قراراً في هذا الخصوص، بل كانت تهديدات عبر تغريدة له في موقع التواصل تويتر، إلا أن الخطوة تثير قلق ومخاوف الكثيرين، الذين يحلمون بالهجرة لبلاد العم سام، ومنوا أنفسهم بها، وتلك التهديدات تجعل حلمهم على كف عفريت، خاصة وأن المراقبين يؤكدون عدم التبؤ بما يفكر فيه الرئيس الأمريكي ترامب.