زيارة الرئيس المشير عمر البشير إلى روسيا الأخيرة بدأت تتجلى مخرجاتها ، بعد زيارة الوفد الروسي للبلاد وانخراطه في اجتماعات مكثفة تمخض عنها التوقيع على البروتكول النهائي لاجتماعات الدورة الخامسة من قبل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين أمس الأول بالخرطوم. ملف التعاون الروسي لما يتمتع به من أهمية تولي الإشراف عليه رئيس الجمهورية بنفسه، بعد أن أوكل مهامه التنفيذية إلى مساعده الدكتور عوض أحمد الجاز. توجيهات رئاسية أعلن الدكتور الجاز عن توجيهات واضحة صدرت من الرئيس إنفاذ الاتفاقيات الموقع عليها في هذه الدورة، ليست ذات أبعاد اقتصادية وحسب، وإنما فإن خطط التعاون في صيغتها الاجمالية ترسم خريطة تعميق اواصر التعاون وتؤسس لعلاقات متينة بين البلدين . شدد دكتور الجاز على استثمار الوقت لتحقيق الفوائد المرجوة، وهدد بمحاسبة الجهات المقصرة في إنفاذ الاتفاقيات من وزارات و ومؤسسات.، بما في ذلك القطاع الخاص، وقال إن الاجتماع المقبل والمزمع انعقاده في موسكو سيتم فيه مناقشة ما تم تنفيذه و ما سيتم.و في سيبل تحقيق ما سبق جزم مساعد الرئيس بتقديم الإمكانات للبلدين عبر القنوات الرسمية الشعبية، بعد أن أعلن التزامه بتسهيل وسائل الاتصال سواءً على مستوى البنوك والمعاملات المالية أو ضمان سهولة التنقل بين البلدين جواً وبحراً، مضى إلى أبعد من ذلك بدعوته الإعلام الروسي لزيارة السودان والتجول والسياحة في ربوعه للتحقق من حقييقه ما يشاع عن السودان، بعد أن عمل الإعلام الخارجي على تشويه صورته ، بحسب تعبيره . قمح روسي اللجنة المشتركة أكدت أن حجم التبادل التجاري بين السودان وروسيا تضاعف فعلياً إلى ما يقارب (325) مليون دولار.. بالمقارنة مع العام الماضي (2016)، الذي سجل (153) مليون دولار بحسب وزيرالموارد الطبيعية والبيئة سيرجي دونسكوي، والذي أوضح اشتمال البرتوكول الجديد على عدد من الاتفاقيات تخص القطاعات الاقتصادية كافة، وضع على رأسها استيراد مليون طن من القمح الروسي للبلاد، إلى جانب اتفاقية في مجال الطاقة لنووية للأغرض السلمية، أهمها قطاع الكهرباء وأغراض أخرى لم يكشف عنها، واعتبر أن الوقت لازال مبكراً، سيما أن الاتفاقية لازالت في مراحلها الأولى . وزير المعادن هاشم على سالم، نبه إلى تزايد الاستثمار الروسي في مجال التعدين، بعد أن تم طرح 11 مربعاً استكشافياً لشركتين، كما أن روسيا أبدت رغبتها للاستثمار في مشروع أتلانتس 2 (السوداني السعودي) للتعدين في البحر الأحمر، و بدأت فعلياً في مشاوراتها مع الجانب السعودي . التعاون السوداني الروسي في البرتكول الجديد امتد إلى مجالات أخرى أهمها قطاع النقل وتحديث المطارات، ونقل التقانات الروسية للبلاد متمثلة في استجلاب حاصدات وتركيبها بالبلاد، ومن ثم تدريب الكوادر السودانية على استخدامها فضلاً عن تحديث الصوامع باعتبار أن ذلك سيصب في مصلحة المخزون الاستراتيجي، كما تم الاتفاق على التعاون في مجالات البحث العلمي، واتفاق آخر في مجال البيئة يقضي بجلب تقنيات جديدة للتعدين دون استخدام الزئبق. عقبات في الطر يق الوفد الروسي شكا من عدة عقبات كانت سبباً في بلوغ الأهداف المتفق عليها الدورات السابقة، أجملها سالم في وجود ديون قديمة، التحويلات المالية بعد الديون القديمة، والتي وجد لها البتركول الجديد حلاً بإفتتاح فروع لبنوك روسية بالسودان، و العمل على تسهيل التعامل المالي بين بنك السودان والبنك المركزي الروسي، أما فيما يخص صادرات الفواكه إلى روسيا، قال الوزير إن حجم الصادرات لا زال ضئيلاً ولا يستق مع الطلب الروسي، والذي سيتم تشكيل لجنة من رجال الأعمال بالبلدين من الجانبين لبحث سبل زيادة الصادر.