تتجه شركة "واتساب" للتراسل، إلى تطوير منظومة المدفوعات والخدمات المالية في الهند التي تعد واحدة من أكبر أسواق الشركة في العالم. وأفادت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية عن "واتساب" قولها إنها بصدد طرح خدمة جديدة للمدفوعات، تسمح لمستخدمي تطبيق التراسل بتحويل الأموال بين المرسل والمستقبل. ويعني ذلك أن الشركة سترفع من نظام الخصوصية والأمان في التطبيق، والتنسيق مع البنوك في الهند، لتيسير تحويل الأموال بين المستخدمين بسهولة وسرعة. الوكالة أشارت إلى أن 200 مليون مستخدم يستخدمون التطبيق في الهند، بينما بدأت خدمة المدفوعات الإلكترونية، منذ نحو عامين، تنتشر في أسواق التجزئة داخل البلاد. وتقدر مجموعة "كريدي سويس" قيمة المدفوعات الإلكترونية الرقمية في الهند، بنحو تريليون دولار أميركي، في غضون السنوات الخمس المقبلة. ومن القضايا غير الواضحة في الوقت الحالي، ما يتعلق بعرض السلع والخدمات التي يرغب مستخدمو التطبيق في شرائها، من خلال تصفّحهم التطبيق من دون مغادرته. وقد يقف الانسجام والتأقلم مع السياسات والقوانين في الدول التي توفر واتساب خدمتها فيها، في مقدمة التحديات التي تواجه مشاريع الشركة إن أرادت التوسع إلى أسواق خارج الهند. وتعد بعض خدمات "واتساب" ممنوعة في دول عدة، كالاتصال الصوتي على سبيل المثال. وتركز الكثير من شركات التكنولوجيا على السوق الهندي، إذ يعتبر من أكثر الأسواق الناشئة الموجودة في العالم، خصوصاً أن حوالى 460 مليون شخص فقط يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، في حين أنها ثاني أكبر بلد من جهة عدد السكان في العالم. وتعمل شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" و"نوكيا" و"غوغل" و"فيسبوك" على تحسين الواقع التكنولوجي في الهند، إذ تخطط كل من "غوغل" و"فيسبوك" لتأمين الإنترنت في الأجواء الهندية مجاناً، لزيادة نسبة المستخدمين، في حين تستثمر "مايكروسوفت" بكثرة في المعرفة التقنية من خلال برامج التدريب والتعليم. أما "نوكيا"، فتعكف على صناعة الهواتف الذكية منخفضة الكلفة، والتي تُمكن من تأمين دخول المستخدمين إلى عالم الانترنت. ويؤثر ارتفاع عدد المستخدمين بشكل كبير في ارتفاع قيمة وعدد عمليات الدفع الإلكتروني في الهند، إذ تشير الإحصاءات التي نشرها البنك المركزي الهندي إلى أن نسبة المدفوعات الإلكترونية شكلت 21.1 في المائة من مجمل المدفوعات في السنة المالية 2006- 2007، لترتفع بعدها إلى 40.9 في المائة في السنة المالية 2010- 2011.