لم يكن تتويج برشلونة الإسباني بثنائية الدوري وكأس الملك هذا الموسم، كافيا لإرضاء جماهيره، أو إقناعها بشكل تام بالمدير الفني للفريق، إرنستو فالفيردي، الذي تولى المسؤولية صيف العام الماضي، خلفًا للويس إنريكي. وقع فالفيردي مع إدارة برشلونة على عقد يمتد موسمين، ينتهي في صيف 2019 مع إمكانية التمديد لعام إضافي، إلا أنه طوال الموسم الجاري تعرض لكثير من الانتقادات، لدرجة أن الكثيرين من عشاق البارسا اتهموه بتدمير هوية الفريق، بسبب أسلوبه الدفاعي المتحفظ. ورغم التتويج بلقب الليجا قبل أربعة مراحل من انتهاء المسابقة، بنتائج مميزة ودون التعرض لأي خسارة، واكتساح إشبيلية 5-0 في نهائي الكأس، إلا أن الجماهير الكتالونية لم تغفر له الخروج المهين من دوري أبطال أوروبا بالخسارة أمام روما بثلاثية في الأولمبيكو في إياب دور الثمانية، ليفرط في الفوز ذهابا بنتيجة 4-1 في كامب نو. تعديلات تكتيكية تكتيكيا غير إرنستو فالفيردي فلسفة الفريق، حيث تخلى تدريجيا عن خطة 4-3-3، واعتمد بشكل أكبر على طريقة 4-4-2، بالاعتماد على نجم الفريق ليونيل ميسي في مركز رأس الحربة الثاني بجوار لويس سواريز. لكن العذر الأكبر لفالفيردي، أن بدايته داخل جدران قلعة كامب نو، لم تكن مثالية، حيث وجد نفسه يخسر أحد الركائز الأساسية في خط الهجوم برحيل نيمار جونيور إلى باريس سان جيرمان، وعدم نجاح إدارة النادي في دعمه بصفقات جيدة، بل انضم عثمان ديمبلي وباولينيو في الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات. صدمة رحيل نيمار أثرت بشكل كبير على البارسا في كلاسيكو السوبر، ليخسر مرتين أمام غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجتي 3-1 و2-0. لا ترضى جماهير برشلونة إلا بالمستوى الممتع، إلا أنه على مدار الموسم، تأثر الأداء الجمالي للفريق بتغيير مراكز لاعبيه في خط الهجوم، بالاعتماد على لويس سواريز في مركز الجناح أكثر من مرة، في ظل الإصابات المتكررة لديمبلي وعدم الاقتناع التام بقدرات جيرارد دولوفيو الذي انتقل إلى واتفورد في يناير/كانون الثاني الماضي، مما دفعه للاعتماد على جوردي ألبا كجناح أيسر في العديد من المباريات. تطوير الدفاع ما يحسب لفالفيردي أنه نجح لحد كبير في تحسين المنظومة الدفاعية لبرشلونة، حيث وصل صامويل أومتيتي إلى أفضل مستوياته، ونجح في تجهيز بديله توماس فيرمايلين بشكل جيد ليلعب بجوار جيرارد بيكيه في وقت الأزمات. ولكن لم يجد المدير الفني لبرشلونة حلًا لبعض الأزمات الفنية الأخرى في الفريق، خاصة مركز الظهير الأيمن الذي شغله سيرجي روبيرتو، ولكنه ابتعد أحيانا لصالح الوافد الجديد نيلسون سيميدو، الذي لم يكن أيضا مقنعا بدرجة كافية، وكذلك إيجاد بديل مميز للظهير الأيسر، جوردي ألبا. كما تعرض إرنستو فالفيردي لانتقادات بسبب إصراره الشديد على إشراك لاعب الوسط البرتغالي أندريه جوميز في خط الوسط كثيرا رغم أنه لم يترك أي بصمة، وأهمل عناصر أخرى مثل دينيس سواريز. ميسي سلاح وحيد ورغم التألق الشديد لميسي هذا الموسم، إلا أن فالفيردي لم ينجح في توفير أسلحة أخرى مميزة، وهو ما وضح في الفارق الشاسع بين أهداف النجم الأرجنتيني وزملائه، وبات وجود برشلونة مقترنا بلمسة سحرية لميسي سواء بهز شباك المنافسين أو صناعة الأهداف لزملائه. كما عاب على المدير الفني لبرشلونة، أن الفريق كان كثيرا هو رد الفعل وليس صاحب المبادرة، وهو ما ظهر خلال عدد كثير في المباريات المهمة كان فيها البلوجرانا متأخرا ونجح في قلب النتيجة لصالحه سواء بالفوز أو التعادل، وهو ما ظهر في مباريات أتلتيكو مدريد، فالنسيا، ريال سوسيداد، إشبيلية وكذلك تشيلسي في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال أوروبا.