المواطنون يعتصمون في ميادين الخرطوم والشرطة تتدخل بالغاز مظاهرات في بعض الأحياء التي منعت من الاعتصام في ميادينها بعد صدور جدل المظاهرات والتحركات الاحتجاجية لهذا الأسبوع؛ كان الأبرز فيه الاعتصامات التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين يوم أمس الأحد في 23 ميداناً في العاصمة الخرطوم، لكن عدداً من الميادين المحددة للاعتصام تم احتلالها منذ الصباح الباكر بواسطة قوات الشرطة والأمن لمنع المعتصمين من الاعتصام بداخلها، الأمر الذي قاد بعض المناطق إلى التظاهر والدخول في حالة كر وفر مع قوات الأمن والشرطة، فيما تحول آخرون الى ميادين أخرى بديلة وأقاموا اعتصامهم رغم الاجراءات الأمنية، وذلك بعد تنبيه للتجمع بأنه في حالة تعذر الوصول للميدان المعلن مسبقاً يمكن تغيير الميدان بحسب ما يراه المتظاهرون مناسباً. وكالعادة كان المواطنون في الموعد الذي ضربه تجمع المهنيين السودانيين للاعتصام في 23 ميداناً بولاية الخرطوم، لكن وكما هو متوقع احتشدت قوات الشرطة والأمن والأمن الشعبي من الملثمين الذين يحملون الهروات السوداء والأسلحة داخل بعض الميادين، سيما ميدان بري الدرايسة وميدان الكلاكلة صنقعت، وميادين بامدرمان في أحياء العباسية ودنوباوي، فيما نجح المواطنون في جبرة والصحافة والشجرة والحماداب وشمبات في الاعتصام داخل ميادينهم رغم الحصار الأمني الكثيف، وحاول المواطنون في الكلاكلة القبة الدخول عنوة إلى الميدان المحاصر بنحو 13 عربة "تاتشر" تتبع للشرطة والأمن لكن الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من الدخول حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة، ونقل شاهد عيان أن قوات الأمن اعتقلت العشرات في حي كافوري كانوا قد تجمعوا في ميدان بالقرب من منزل الشهيد د.أبوبكر، فيما اعتقل الأمن عدداً كبير من الناشطين من منازلهم. وقال مواطنون ل(الجريدة) إن الحكومة حاولت فيما يبدو تغيير التعامل معهم في بعض المناطق بتكتيك جديد، حيث أوضحوا أن شخصاً بالزي المدني يبدو أنه وكيل نيابة على رأس قوى أمنية جاء يحمل مكبراً للصوت وخاطب أعداد كبيرة من المعتصمين في ميدان محجوب شريف بالثورة، وأبلغهم أن تجمعهم غير شرعي وأنه مضطر لأمر الشرطة باستخدام القوة، وأضاف الناشطون أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من الناشطين عقب إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع على مرى ومسمع وكيل النيابة الذي لم يكشف عن اسمه لهم رغم مطالبتهم بذلك. فيما نقل شهود عيان أن مدينة غبيش بولاية غرب كردفان شهدت مظاهرات حاشدة، واعتصم المتظاهرون أمام مباني الشرطة التي اعتقلت احد قادة التظاهرات، الأمر الذي أجبر الشرطة على اطلاق سراح المعتقل محمد النور المرضي، وفي ود مدني تظاهر المئات داخل السوق الكبير فيما شهدت أحياء داخل المدينة تظاهرات مماثلة، وأغلق مواطنو بعض القرى المطلة على شارع مدني سنار الشارع ظهراً، فيما توعد ناشطون النظام بمواصلة المظاهرات الليلية هذه الأيام في معظم أحياء الخرطوم وبعض المدن والقرى. وأصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً مشتركاً مع القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير، بعد ساعات من بدء الاعتصامات التي تحدد لها الثالثة عصراً، وأوضح أن الجماهير انتصرت على حصار السلطة وبنادقها التي حشدتها حول ميادين الاعتصام واستطاعت اختراقها في كل من ميدان جبرة، ميدان الاعتصام، الصحافة، ميدان شيخ أحمد زين العابدين، بحري، ميدان الشجرة، ميدان محجوب شريف، الثورة، ميدان الأنصار، ميدان المولد، الثورة، ميدان دلوق، أبوروف، شارع الفيل، الموردة، وبري، مبيناً أن حركة الشارع طورت تكتيكاتها وغافلت السلطات في تظاهرات في كل من شمبات الحلة، الحلفايا، الكلاكلة صنقعت، ود البخيت امدرمان، لفة جنوب، شمبات، وإمتداد ناصر، واعتبر التجمع في بيانه أن هذه الحصيلة النهارية زلزلت الأرض تحت أقدام عرش النظام الذي قال إنه يتهاوى رويداً رويداً، داعياً الأحياء التي تم حصار ميادينها بغرض منعها من الاعتصام والتجمع السلمي الى الخروج في مظاهرات ليلية من مناطق عدة. ورصدت (الجريدة) خروج أعداد كبيرة من الأسر تضم الأطفال والنساء وكبار السن، الى الميادين وجلسوا على الأرض بعد فرشها، وأعدت بعض المناطق الطعام والعصائر والشاي وتحولت الميادينالى منطقة سمر حتى الليل، وأفاد شهود عيان أن ميدان (ترهاقا) بالكلاكلة صنقعت شهد نهارا، اطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع قبل نحو (7) دقائق من الموعد المعلن للاعتصام والمحدد في الثالثة ظهراً، ليدخل المتظاهرون في حالة تجمع وانفضاض استمرت حتى مساء أمس، واتواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع في المنطقة من محطة (4) شرق وحتى المنطقة المعروفة بحي (البصاولة)، وفي حوالي السابعة والنصف امتدت التظاهرات ليتم اغلاق الشارع الممتد بين (البصاولة) جنوباً وحتى مدخل المشتل ب (أبو آدم) شمالاً من قبل المتظاهرين الذين تعالت هتافاتهم بسقوط النظام. ووضع المحتجون متاريس في الشوارع الفرعية للحيلولة دون دخول السلطات الى مقر الاعتصام وتجنب التحام السلطات مع المحتجين. وفي السياق أغلق المتظاهرون الشارع المؤدي الى موقع الاعتصام (ميدان الكلاكلة القبة) بمسافة للحيلولة دون التحام السلطات بالمتظاهرين، وتواجدت اعداد من النساء والاطفال والشيوخ، بجانب الشباب والشابات في الشوارع، كما تمركزت السلطات في الميدان وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المحتجين داخل الحي. وأشار الشهود الى ان السلطات عملت على عزل المحتجين والحيلولة دون تنفيذ الاعتصامات في (ترهاقا) والقبة، ولفتت الى أن اعداد المحتجين كانت بالمئات. وفي منطقة الحماداب تواجدت مركبات السلطات في الميدان، وأطلقت الغاز المسيل للدموع داخل الحي، ووضع المتظاهرون متاريس في الشوارع الفرعية للحماية من الالتحام مع السلطات. وكان التجمع قد دعا الى الاعتصام في الميادين من الساعة الثالثة عصرا وحتى الساعة السادسة مساءاً، وسمى بعض الميادين لتكون إضافةً إلى الميادين التي يختارها المواطنون بمعرفتهم، وأوضح أنه في حال كان هناك صعوبة في الوصول إلى الميادين التي سماها، فللمواطنين أن يختاروا ميادين تنطبق عليها مواصفات أن يكون الميدان المختار في وسط الحي، أن يفتح الميدان على 4 شوارع، أن لا يكون مطلاً على شارع رئيس، أن يسهل الدخول إلى الميدان والانسحاب منه، وحدد التجمع أسماء عدد من ميادين الاعتصام، شملت في الخرطوم: بري الدرايسة، ميدان الهلال، الديم، ميدان نادي جبرة، ميدان الاعتصام، الصحافة غرب منزل الشهيد محجوب، ميدان الشجرة، ميدان الأزهرى مربع 7 غرب سوبر ماركت إستنبول، في الكلاكلات: ميدان ترهاقا، الكلاكلة صنقعت، ميدان رابطة القبة، الكلاكلة القبة، وفي أم درمان: ميدان الأنصار، ميدان دلوق، أبروف، وفي أمبدة: ميدان المولد، ميدان النجم الأحمر، أمبدة الراشدين، وميدان الرميلة، الحارة الأولى، وفي كرري: ميدان المولد، الحارة 8، ميدان محجوب شريف، الحارة 21، وفي شرق النيل: ميدان أم دوم، ساحة الاعتصام، الجريف شرق، ميدان سوق 6، ميدان المولد، دار السلامة المغاربة، وفي بحري: ميدان العامل، حلة خوجلي، ميدان مربع 9، الصافية شمال، ميدان منزل الشهيد د. بابكر بكافوري، ميدان نبتة، السامراب. * فريق الجريدة: أيمن سنجراب - علي الدالي - أيمن مستور الجريدة