جرح ما لا يقل عن 7 أشخاص على نحو متفاوت أثناء اشتباكات وقعت السبت بين أنصار الرئيس السوداني المعزول عمر البشير ومؤيدين للحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الله حمدوك في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد. وقال بيان أصدرته الشرطة السودانية، إن الاحتكاكات أوقعت اصابات متفاوتة بعضها خطرة بسبب إشهار مواطن للسلاح وإطلاق الأعيرة النارية وسط المتظاهرين. وأكد شهود عيان ل"سودان تربيون" أن مطلق الرصاص كان من بين المتظاهرين، وصوبها تجار الرافضين للاحتجاجات من لجان المقاومة المؤيدة للحكومة الانتقالية. وقال بيان الشرطة "حدثت احتكاكات بين مجموعات متباينة بشارع جانبي وقام مواطن يقود عربة بمكان التجمعات بإشهار سلاح ناري (مسدس) بإطلاق أعيرة نارية بصورة عشوائية مما أدى إلى إصابة اثنين من المشاركين أحدهما إصابة بالرأس، وصفت بالخطرة، والآخر إصابة باليد، كما تم رصد إصابات متفاوتة بسبب المواجهات". وأوضح أن المدينة شهدت مسيرات مطلبية بميدان الحرية مع تقاطع شارع النيل، وأن الشرطة قامت بواجبها في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وسلامة المشاركين والممتلكات العامة والخاصة. وأشارت إلى أن الشرطة تدخلت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وتمكنت من القبض على المواطن الذي أطلق الرصاص وتم تحريز السلاح الناري وفوارغ الذخيرة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والسيطرة على الوضع. وطبقا لشهود عيان فإن أنصار النظام المعزول تجمعوا بالعشرات في مدني تحت عنوان "الزحف الأخضر 2"، للمطالبة برحيل الحكومة الانتقالية، وعدم المساس بالشريعة الإسلامية، لكن لجان المقاومة تداعت سريعا وعمدت الى محاصرتهم الى أن وقع الاشتباك الدامي. من جهتها كشفت لجنة أطباء السودان المركزية عن وقوع 7 إصابات متفاوتة بعضها خطير أثناء المظاهرات في مدينة مدني. وذكرت في بيان ، أن الإصابات نتيجة للطعن بآلة حادة من الخلف على مستوى الصدر، وجروح قطعية متعددة على مستوى الرأس، وعلى مستوى والكتف، والمرفق والقدم. وأضاف البيان " تقع كامل المسؤولية على حكومة الولاية ولجنتها الأمنية والشرطية المتواطئة، فكيف لكيان محلول بأمر السلطة ومنبوذ بأمر الثورة أن يتجمع أفراده وينصبون مكبرات الصوت ويهددون الثوار أمام مرأى ومسمع الشرطة". ونوَّه إلى أن تأخير تعيين الولاة المدنيين، هو مدخل للردة وحجر عثرة في سبيل التحول الديمقراطي واستكمال ركائز الحكومة المدنية. وبثت الصفحة الرسمية ل "مسيرة الزحف الأخضر" على فيسبوك، مقاطع فيديو مباشرة للموكب الاحتجاجي الذي ندَّد بسياسات الحكومة الانتقالية، برئاسة عبد الله حمدوك. وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة الدعوات للمشاركة في "الزحف الأخضر"، وتنوعت الأسباب التي أوردتها تلك الأحزاب لقرارها المشاركة في الفعالية الاحتجاجية. ومن الأسباب، الاعتراض على سياسات الحكومة التي قالوا إنها "انصرفت إلى الصراعات الحزبية، وتنفيذ أجندة سياسية ضيقة معادية للقيم والهوية السودانية الإسلامية، فضلا عن ممارستها للعزل والإقصاء".