مباشرة بعد انطلاق التغيير وتكوين قوي إعلان الحرية والتغيير، اطلق الامام الصادق المهدي دعوته المدوية لتكوين مكتب قيادى لقوى إعلان الحرية والتغيير من قادة الاحزاب المكونة لهذا ال لتحالف الواسع وتكوين مكتب اخر تنفيذي لتنزيل الرؤى والموجهات التي يقدمها المكتب القيادى حسب الظروف والحاجة دعماً للحكومة. كان الامام يعي جيدا حجم التحديات واحتياج الدولة والحكومة الانتقالية لمن يسند ظهرها ويكشف المشهد بعين الخبير ويقرأ الخارطة بعيون السياسي الحذق، من منطلق المسئولية التاريخية في ظرف حرج وتركة واسعة من الخراب وفي ظل المؤامرات المستمرة من نظام الانقاذ وحلفائه في العالم. هذا الأمر مهم لأن من اتفق عليهم من التكنوقراط لقيادة الحكم الانتقالي ما كانوا من المباشرين للفعل السياسي على الأرض داخل السودان، مما يجعل تقديراتهم للامور تحتاج إلى التوفيق كيفما تكون الاوضاع، لكن بعض مكونات قوي إعلان الحرية والتغيير كشأنهم في الاندفاع وعدم التريث وفي ظل غلبة صوت اليسار الانتهازي داخلهم رموا الامام بما رموا وواصلوا في ضلالهم القديم بلا وعي ولا مبرر، ليس لسبب موضوعي الا لان هذا القول الحق قد اتي من الصادق المهدي ومن ورائه حزب الأمة وقوي نداء السودان.. كنا نعلم في حزب الأمة ومن خلال الخبرات المتراكمة لحزبنا ولقيادته ان هذه الفقاعة المتزينة بالعشم ستنفجر وستظهر الحقيقة وسيعلم المستجدين حينها ان نظرة الإمام لا تخيب وتقديراته ما كانت من رمي الغيب او لطمع وانما كانت من من موقع المسئولية تجاه الوطن والنظام الديمقراطي. البعض من المندفعين وقد سمعت أحدهم البارحه في تلفزيون السودان يقول بكل بجاحة على الأحزاب وتجمع المهنيين ان يقفوا بعيداً عن الحكومة الانتقالية اي ان يتركوا الجمل بما حمل المستجدين من النشطاء. بالله عليكم تمعنوا قول هذا العيي الجاهل. كيف لحكومة في ظل هذه الظروف الصعبة والكروب المدلهمة ان تنجح بلا مظلة سياسية واسعة وكيف لأي واعي ان يرفض دعماً بلا ثمن.. أمثال هؤلاء للاسف يمهدون الطريق إلى الانقلابات العسكرية وهم من سينزلون الي الشوارع ليمجدون العساكر ويسيئون للديمقراطية وقادة الديمقراطية.. وفي ذات الصياغ بذات المسئولية كانت دعوة الامام الصادق الي الانتخابات المبكرة اذا فشلت الحكومة الانتقالية، حتى لا تكون الانقلابات هي البديل كما يريد الذين يكرهون حزب الأمة.. وللأسف هناك قطاع ليس قليلاً يكرهون حزب الأمة ويمكرون قيادة حزب الامة الي حد تفضيل الإنقلابات عليه، وللأسف البعض يقف معهم بلا وعي. واري ان الذي يحدث من فشل الان في معايش الناس وما نراه من ثغرات هنا وهناك نفذ وينفذ منها الفلول والزواحف، هي نتاج متوقع بسبب رفض قحت مقترح الامام تكوين مكتب قيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير حتي يتولى المسئولية الكاملة ويدعم الحكومة الانتقالية ويتحمل معها المسئولية على قدم المساواة لأن القوى السياسية هي صاحبة المصلحة الحقيقية في نجاح الفترة الانتقالية وفي استقرار النظام الديمقراطي. وعندما رفضت بعض مكونات قحت اقتراح الامام، فات عليها انها ألقت بكل الحمل عل حمدوك وحمَّلته كلا المسئوليات السياسية والتنفيذية ورفعت عنه غطاء سياسي واسع، وقالت له من حيث لا تدري، اذهب انت وربك فقاتلا. وكان الواجب ان تتحمل القوى السياسية معه المسئولية كاملة لأنها هي من قادت الشارع وهي صاحبة المصلحة في نجاحه. ولا أرى حلاً إلا في عودة هؤلاء المتنطعين الي الحق.. او على الاقل ان يقوم حمدوك نفسه بتحمل المسئولية، ان لم يكن مختاراً فمضطرا ويقوم بدعوة رؤساء أحزاب قحت وخاصة الاحزاب الكبيرة، ويطلب منهم إعانة الحكومة بالرؤي والأفكار وتوجيه كوادرهم لضبط السوق ومراقبته والعمل على فتح العلاقات الدولية لدعم الحكومة ورفع القرارات الدولية التي مازالت تكبلها وتمنعها من الانطلاق.. لا خيار امام حمدوك الا اللجوء إلى القوى السياسية الكبيرة، أو ان يغرق في الحاجات اليومية للمواطن ويذهب مأسوفاً او غير مأسوفاً عليه..