توجت اجتماعات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والحزب الاتحادي الديموقراطي "الأصل" في جوبا بالتوقيع على إعلان مشترك لدعم قضايا السلام بينما قال الحزب الاتحادي إنه يتفهم موقف الحركة بشأن المطالبة بعلمانية الدولة وحق تقرير المصير للمنطقتين. واتفق الطرفان بحسب إعلان مشترك صدر الأربعاء ومهر بتوقيع كل من عبد العزيز الحلو، وجعفر الميرغني على تأكيد الالتزام بالوحدة الطوعية المؤسسة على الديموقراطية والتعدد الديني والعرقي والثقافي مع الالتزام الجاد بالعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان. وابدى الحزب الاتحادي بحسب الاتفاق تفهمه لتمسك الحركة الشعبية بمنح المنطقتين-جنوب كردفان والنيل الأزرق-حق تقرير المصير عبر استفتاء شعبي. وأضاف "ويجدد تفهمه لضرورة إصرار الحركة على المطالبة بالعلمانية وتقرير المصير ويلتزم الحزب بالعمل والتواصل مع الأطراف السودانية كافة من اجل معالجة هذا الامر سعيا لوقف الحرب ودرءا للفتنة الدينية حتى لا تكون هذه القضايا سببا وعائقا دون الوصول الي اتفاق سياسي يوقف الحرب في السودان". وبحسب البيان المشترك فإن الطرفين اتفقا على تشجيع الجهود المبذولة للوصول إلى سلام عادل ومستدام تحت استضافة ورعاية جنوب السودان، وتقديم كل مساعدة ممكنة للوصول بمسيرة السلام إلى نهاياتها المبتغاة. وتوافقا كذلك على إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وتلك التي تميز بين المواطنين بسبب الدين او العرق او الجنس او الثقافة، مع صياغة قوانين بديلة تضمن المساواة بين المواطنين وأن تتطابق القوانين الجديدة مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان ويبطل اي قانون يصدر مخالفا لذلك. ونص الاتفاق كذلك على تضمين بنود اتفاقيات السلام، التي يتم التوصل إليها مع الحكومة الانتقالية، في الدستور الدائم. على أن تكتب الدستور هيئة مفوّضة نتوافق عليها، ويعرض على استفتاء شعبي. وشمل الاتفاق كذلك محاكمة المتهمين في جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وقضايا انتهاك الحريات، وحقوق الانسان، والتعذيب، والفساد وذلك لإفساح المجال كاملا لتحقيق العدالة الانتقالية وضمان عدم الإفلات من المحاسبة والعقاب واتخاذ كافة السبل في سبيل ذلك. والتزم الطرفان بتشكيل لجنة مشتركة لتنزيل الاتفاق علي أرض الواقع واتخاذ التدابير التي تجعله حاضرا في الوعي الجماهيري نموذجاً، للحكمة السودانية في معالجة القضايا العصية التي تجابه الوطن كما تجعل منه أساسا لمصالحة وطنية شاملة تداوي مرارات الصراع وترمم الشروخ الاجتماعية التي نتجت جراءه.