أرجع تجمع المهنيين عدم الاحتفال اليوم بالذكرى الأولى لانتفاضة السادس من أبريل التي كسر فيها الشعب السوداني طوق النظام الأمني البائد بدخوله ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، للظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد بسبب تفشي جائحة كورونا ، وراهن التجمع في الوقت نفسه على وعي الشعب لمواجهة تلك الأوضاع وعلى مجهودات الكوادر الطبية والمساعدة في كل المجالات . وشدد التجمع على أن الشعب بتجاوبه اللامحدود بمبادرة (القومة للسودان)، أكد أنه قطع إلى الأبد دابر النظام المخلوع، وأنه مستعد للمضي جودًا بالنفس والمال، لأبعد الحدود، حمايةً ودعماً لخياره المدني الديمقراطي، واعتبر أنها رسالة واضحة بخطٍ عريض، يصدح عبرها الشعب بما يريد. وقال التجمع في بيان له أمس تحصلت (الجريدة) على نسخة منه ( هذه الجائحة تضع العالم كما كنّا نعرفه على المحك، وتتربص بحياة الملايين حوله، ملحقة أشد الضرر باقتصاد الدول ومعاش الناس، نعوِّل خلالها على وعي شعبنا، والتزامه بالمحاذير الصحية) ، وأعرب عن أمله في عبور البلاد هذه الأزمة بسلام ، وأردف لئن حرمتنا الأوضاع الحالية أن نحتفي بذكرى هذا اليوم المهيب في تاريخ السودان بالشكل الذي يليق، فلا أقل من استحضار عظمته ومغزاه، ففيه كسرت جموع الثائرات والثوار سطوة ذلك النظام البغيض الذي عاث فينا فساداً لثلاثين عام، حين تغلغلت الجماهير من كل شارع وزقاق، ومن كل فجٍ عميق، عنوةً هنا واقتدارا هناك، كلما نجحت مجموعةٌ في العبور تضافر هتافها مع من سبقها، حتى نسجت بزغاريدها والأهازيج مظلة أحالت هجير الأيام الأخيرة لنظام المخلوع إلى دعاش، فتداعى طوقه الأمني أمام هدير الثوار، الذين أعلنوا ميلاد اعتصامهم الفريد أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلّحة، ونوه الى أن نجاح الاعتصام في ازاحة الطاغية وجلاوزته، ولفت الى انه أصبح بذاته مثالاً لسودانٍ جديد، وميدانًا للثبات والبطولة، وعنوانًا لتمازج الشعب من كل الفئات، ومهرجانًا لفنونه وثقافته وكرمه الفياض، وقطع بأن دماء الشهداء التي سقت أرض الاعتصام ستطال من أراقوها، حتمًا، عدالة الأرض قبل عدالة السماء. وأثنى على الاستجابة الشعبية الواسعة لملحمة القومة للسودان و(تابع) ظل شعبنا هو معلمنا وقائدنا وما يزال ليقدم لنا درسا جديدا في أن من يلزم جانبه ويتكئ عليه؛ يغمره الشعب بفيوض دعمه الجياش، واعتبر أنها مأثرة أخرى من مآثر ديسمبر المجيد. ورأى التجمع أن تلك اللحظات التي اندلعت فيها الجماهير عابرةً حواجز النظام المتهالك لتتجمع أمام مباني قيادة الجيش في السادس من أبريل 2019 هي من طينة الأوقات الفارقة في تواريخ الأمم، ووصفها بأنها صرخة ميلاد لحلم ظل يتخلّق طيلة ثلاثين عاما في رحم الضنك والمعاناة والإذلال، وأكد أن تلك الاستجابة يجب مقابلتها بالعمل الجاد والمتجرد، لتلبية حقوقها في الحرية والعيش الكريم، وإزالة ظلامات الماضي، بمحاسبة المسؤولين، والانتصار لكل من بذل روحه في سبيل التغييرو زاد هذه بعض التطلعات التي يضعها شعبنا على عاتق السلطة الانتقالية، آملاً رغم المعوقات، أن تتخذ ما يلزم لتجويد الآداء ورفع كفاءتها في مخاطبة مشاغل الناس، وأن تضع ثقتها أكثر في شعبها العظيم. وأكد التجمع على عودة المواكب عقب انقشاع جائحة كورونا عن سماء الوطن وزاد ستنقشع غمة الجائحة وتينع شوارعه من جديد بالثائرات والثوار، ونغني هتافنا الأثير: «بكرة الموكب بكرة الموكب»، حفاوةً بانتصار العدالة لحق الشهداء، وانتصار الإرادة لكرامة الأحياء ).