بدأت مساء أمس بقاعة الشهيد مجذوب الخليفة بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور الاجتماع التشاورى والتنسيقى الأول لآلية العمل المشتركة الخاصة بمعالجة الأوضاع بمحلية السريف والمحليات المجاورة والتي تضم ممثلين لحكومة الولاية والأجهزة التشريعية والعدلية والأمنية وممثلي ولايتي وسط وغرب دارفور والمحليات المعنية والقيادات الأهلية والأعيان وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر صلح جامع في الخامس عشر من شهر ابريل القادم بالفاشر تضم إطراف النزاع في الأحداث التي وقعت بجبل عامر في الأسبوع الأول من شهر يناير الماضي . وأكد الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر والى الولاية لدى مخاطبته فاتحة أعمال الاجتماع أن تشكيل الآلية اقتضتها ضرورة التصدي لتلك الأحداث المؤسفة وتداعياتها والسعي لمعالجتها ووقف نزيف الدم عبر الحوار السلمي واعتماد مبدأ التصالح والاتفاق لإنفاذ وثيقة الصلح الموقعة بين الطرفين في السابع عشر من شهر يناير الماضي بمحلية سرف عمرة ، موضحا أن تلك الوثيقة قضت بوقف العدائيات والحملات الإعلامية والتصدي للشائعات وتسيير قوافل للتبشير بالاتفاقية وتقديم الوعظ والإرشاد ، بجانب تسيير قوافل الإغاثة إلى المناطق المتضررة وتشكيل لجنة فنية لحصر الخسائر وتصنيفها ورد المنهوبات . وأضاف الوالي أن الآلية انيطت بها كذلك مهمة المتابعة الميدانية والمعالجة الفورية لكافة الحوادث التي تقع بين الأطراف وفتح الطرق وتامين انسياب الحركة بها ،وأشار كبر إلى أن الاجتماع التشاورى والتنسيقى لآلية معالجة الأوضاع بمحلية السريف ستعمل كذلك لاعتماد منهج وخطوات الإعداد لمؤتمر الصلح بين الطرفين باقتراح قوائم الأجاويد والمحكمين ، مضيفا إن إشراك ممثلين من ولايتي غرب ووسط دارفور في الآلية جاء بالتنسيق والتشاور مع حكومتي الولايتين وذلك لتداخلها الاثنى والجغرافي مع شمال دارفور بخاصة للمكونات الاجتماعية المعنية بالصلح مشددا على أن عزل لأحد يمكنه المساهمة في تحقيق هذا الصلح . إلى ذلك عبر الأستاذ عبد الله حمدان رئيس المجلس الأعلى للسلم والمصالحة بولاية غرب دارفور عضو الآلية عن تقدير حكومة ومواطني غرب دارفور للجهود التي بذلتها وظلت تبذلها حكومة شمال دارفور من اجل معالجة أحداث جبل عامر ، مضيفا إن غرب دارفور قد تضررت بآثارها كثيرا ، مؤكدا استعدادهم للعمل من خلال الآلية لإنجاح مؤتمر الصلح القبلي . ومن جهته أكد الأستاذ عبد الله خميس رئيس المجلس التشريعي بولاية وسط دارفور عضو الآلية ، أكد ضرورة العمل الجاد من اجل الوصول إلى صلح بين طرفي النزاع باعتبار ذلك أمرا شرعيا وواجبا دينيا ينبغي التصدي له ، معلنا استعداد وسط دارفور للعمل الجاد من اجل إنجاح الصلح . وكان محمد حامد المهدي ممثل محلية السريف قد طالب خلال الجلسة الافتتاحية للآلية بضرورة السعي لوقف التعدين الاهلى بجبل عامر فورا حتى لايكون استمرار التعدين سببا في تجدد المواجهات مؤكدا استعدادا البني حسين للمشاركة في أعمال مؤتمر الصلح .كما تحدث في الجلسة عدد من ممثلي الوفود و الفعاليات المشاركة في الآلية مؤكدين اهمبة العمل الجاد والمخلص من اجل وضع حد نهائي للنزاع بين البني حسين والابالة معلنين استعدادهم لإنجاح مهام عمل الآلية . ويذكر أن آلية العمل المشتركة لمعالجة الأوضاع بمحلية السريف والمحليات المجاورة والتي تم تشكيلها بقرار من والى شمال دارفور وتضم في ضويتها عدد مائة وخمسون شخصا ، وستواصل أعمالها اليوم والأيام القادمة توطئة لوضع خارطة طريق لأعمالها الميدانية الفنية المفضية إلى التصالح بين الأطراف .