أكد الدكتور برنابا ميريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي المتحدث باسم حكومة جنوب السودان أن بلاده لم توقع بعد على اتفاقية عنتيبي ومازالت هذه المسألة قيد المشاورات. وقال المتحدث باسم حكومة الجنوب لوكالة انباء مصرية إن بلاده ستطلب من مصر مساعدتها في الحصول على نصيبها من مياه النيل من حصة السودان البالغة 17 مليار متر مكعب من المياه سنويا. وعن أزمة سد النهضة بين اثيوبيا ومصر، قال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان إن مصر واثيوبيا والسودان وجنوب السودان تربطهم علاقات تاريخية قوية ومن غير المقبول أن تخيم على علاقاتهم أي حالة توتر. وأشار الى أن بلاده ترحب برجال الأعمال من كافة الدول ومن مصر بصورة خاصة فمصر ساعدت جنوب السودان أكثر من السودان نفسها ومازالت هذه المساعدات مستمرة في العديد من القطاعات المختلفة في البلاد، مضيفا أن عددا كبيرا من أبناء جنوب السودان يتلقون تعليمهم في مصر ويوجد في الحكومة الحالية ما بين 3 و4 وزراء تعلموا في مصر. ووجّه المتحدث باسم حكومة جنوب السودان دعوة إلى القطاع الخاص المصري للقدوم إلى بلاده والاستثمار بقوة فجنوب السودان تمتلك العديد من مقومات الجذب للمستثمرين ولديها من الثروات الطبيعية الكثير في قطاعات النفط والتعدين واستخراج الذهب والنيكل والماس واليورانيوم. وشدد على أن جنوب السودان تحتاج إلى الخبرة المصرية بصورة خاصة في مجال الزراعة حيث تتوافر مقوماتها بسهولة إذ تهطل الأمطار على جنوب السودان 8 أشهر في العام علاوة على مياه النيل، كذلك في مجالات التشييد والبناء والبنية التحتية وشق وتمهيد الطرق وبناء الجسور ومشروع إنشاء مرسى نهري في "بانتيو" حيث سيسهم في تقدم كبير لحركة التجارة النهرية ولا يخفى على أحد غياب البنية التحتية في الجنوب فقد بدأنا العمل في البلاد من "العدم" ونحتاج للخبرة والشركات المصرية. وأشار بنجامين إلى أن تواجد القطاع الخاص المصري في جنوب السودان قليل ومعظم الاستثمارات المصرية الحالية تأتي من جانب الحكومة المصرية، ففي مجال الصحة قامت الحكومة المصرية ببناء عيادة طبية في جوبا كذلك يجري العمل على تشغيل عيادتين مصريتين في مدينتي "بور" و "أكون". وأضاف أن بلاده ومصر وقعتا مذكرات تعاون كذلك في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وفي مجال التعليم قامت مصر ببناء المدرسة المصرية الصناعية في جوبا والمدرسة الصناعية الزراعية في "ورور" بولاية جونجلي والمدرسة التجارية الزراعية في "واو" بولاية بحر الغزال. وفي قطاع التعليم العالي اوضح المتحدث أن مصر قدمت 500 منحة دراسة لطلاب جنوب السودان في الجامعات المصرية للعام الدراسي الحالي وإنشاء فرع لجامعة الاسكندرية في تونج بولاية واراب بتكلفة 250ر8 مليون جنيه مصري، معربا عن تطلعه في مواصلة الجنوبيين تعليمهم ما بعد الجامعي والحصول على درجات علمية من ماجستير ودكتوراه. وفي قطاع الكهرباء أشار المتحدث إلى أن مصر قامت ببناء أربع محطات للكهرباء في مدينة واو بولاية بحر الغزال وفي بور بولاية جونجلي وفي يامبيو بولاية غرب الاستوائية وفي رومبيك بولاية البحيرات، هذا بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لكوادر وزارة الكهرباء بالجنوب. أما عن الطرق البرية والربط البري بين القاهرةوجنوب السودان في إطار ما يعرف بطريق "القاهرة كاب"، قال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان إن بلاده قامت بتمهيد ورصف حوالي 300 كم من هذا الطريق الذي يمتد من الحدود الشماليةمع السودان إلى الحدود الجنوبية مع أوغندا، معربا عن أمله في مشاركة الشركات المصرية العاملة في مجال البنية التحتية والطرق والجسور في هذا المشروع لتحقيق هذا الحلم قريبا حيث سيساهم بشكل كبير في تعزيز حركة التجارة والسياحة التي تتمتع مصر بخبرة كبيرة فيها. وأوضح أن حكومة جنوب السودان تدرك أن الاستقرار الأمني هو أحد عوامل جذب الاستثمار وقد تطورت الأوضاع الأمنية كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة ومازلنا نعمل على تعزيز هذا القطاع الحيوي ونقوم بتدريب قوات من الجيش والشرطة في مصر ونتوقع أن تشهد الحالة الأمنية تحسنا ملحوظا على مدار السنوات القادمة. وأكد أيضا أن العديد من الكوادر الإعلامية في جنوب السودان تتلقى تدريبات في وزارة الإعلام المصرية منذ عام 2008 في مجالات التليفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام المطبوعة. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان وزير الإعلام إنه سيقوم بزيارة إلى مصر نهاية الشهر الجاري للقاء نظيره المصري واجراء مباحثات ثنائية بشأن الاستفادة من الخبرة المصرية في تطوير منظومة الإعلام والصحافة في جنوب السودان. وعن زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، قال وزير الإعلام إن الترتيبات مازالت قائمة لإجراء هذه الزيارة التي من المتوقع أن تكون قريبا، لكنه أوضح أنه لا يعلم الموعد المحدد لها. وعن المشاجرة التي وقعت بين طالبات من جنوب السودان ومصر، اكتفى المتحدث باسم الحكومة بقول بأن مثل هذه الأمور تحدث غالبا بين الشباب وقد قام المسئولون من الجانبين بواجبهم حيال هذه المسألة.