يسعى السودان حاليا إلى عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس عمر البشير بنظيره المصري محمد مرسي إلى جانب رئيس وزراء أثيوبيا هيلي ماريام، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة. وقالت المصادر إن الخرطوم أجرت بالفعل اتصالات هامة مع قادة مصر وأثيوبيا لعقد اجتماع وزراء خارجية البلدان الثلاث، واجتماع آخر يضم وزراء المياه والري في الدول الثلاث بالخرطوم. وأضافت أن الاتصالات تأتي تمهيدا لعقد قمة ثلاثية بهدف التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث من أجل تعزيز التعاون. وتأتي الجهود السودانية لاحتواء أزمة بين مصر وأثيوبيا على خلفية بدء الأخيرة في تشييد سد على نهر النيل الأزرق (أحد روافد النيل)، وهو ما تخشى مصر أن يقلص حصتها من مياه النيل. كما يسود خلاف شديد بين أغلب دول المنبع بحوض النيل، ودولتي المصب (مصر والسودان) حول اتفاقية إطارية تحمل اسم "عنتيبي" وتطرح بشكل غير مباشر إعادة النظر في حصتي دولتي المصب وإعادة توزيع حصص المياه مرة ثانية، بحيث تنتفع دول المنبع بمياه النيل "بشكل منصف ومعقول" من مياه النيل. وسيترتب على تفعيل الاتفاقية دخول الدول الموقعة عليها في مفاوضات للوصول لاتفاق محدد بشأن تقاسم مياه النيل بين الدول المنتفعة به. وأعلن في وقت سابق أنه وقع على الاتفاقية الإطارية 6 دول من حوض النيل من أصل 10، هي: أثيوبيا، رواندا، بوروندي، كينيا، تنزانيا، وأوغندا ووقعت جميعا عليها في مايو من العام 2011. وأعلنت كل من مصر والسودان رفضهما الاتفاقية لأنهما يران فيها "مساسا بحقوقهما التاريخية" في حصتهما بمياه النيل، فيما لم توضح الكونغو الديمقراطية موقفها، وأعلنت جنوب السودان عزمها التوقيع ولكنها لم توقع فعليا حتى الآن.