باشرت السلطات الأمنية اعتقالات واسعة وسط صفوف مساندي حزب الامة القومي فور انتهاء خطاب لزعيمه الصادق المهدي، لم يستمر لأكثر من 27 دقيقة دعا فيه الرئيس عمر البشير إلى الرحيل عن السلطة ، واعتبر بعض مساندي الحزب المتعطشين للتغير ان كلمته لم تأتي بجديد، وهتفوا مطالبين الحزب بالخروج إلى الشارع لإسقاط النظام ، مما دفع بالمهدي الى الدخول في مخاشنة كلامية معهم. ووجه المهدي الذى حشد الآلاف من انصاره ، بمباركة من الحكومة ، انتقادات مزدوجة للمعارضة والمؤتمر الوطني، غير انه شدد على ان حزبه لا يريد الدخول في عنف مع الأخير . وأبدي المئات من شباب الحزب تذمرهم حيال ما اعتبروه تخييبا للآمال بعد حديث المهدى الذي هزم التوقعات ولم يأت بجديد حسب قولهم ، واشتبك بعضهم مع أنصار للحزب يؤيدون المهدى وخطه المهادن للنظام ، فيما مارست السلطات حملة اعتقالات واسعة على المحتجين وغالبهم من شباب الحزب الداعين للتغيير. وهاجم بشدة بعض مناصريه أثناء مقاطعتهم لخطابه مرددين شعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، قائلاً: "هذا طريقنا ولن نسمح لأحد باختطاف حزبنا وتوجيهنا لتحقيق أجندته الخاصة". وطالب المحتشدين بالوقوف أمام من يحاولون جرهم إلى طريق (الهلاك)، الذين وصفهم بالمخربين الذين يعملون كمخالب قط لقوى أجنبية، والذين يجب عزلهم.وطالب الإمام بعدم تحميل حزبه جريرة أخطاء بعض الذين كانوا فيه، وإنهم فارقوا خط الحزب دون أن يسمِّهم. وقال في لهجة حاسمة لأنصاره الذين قاطعوا خطابه بالهتافات المناهضة للحكومة ، (أهدوا.. أنتو جئتوا لتسمعوني ما علشان أسمعكم)، وأضاف: (ده طريقنا والما عاجبو الباب يفوِّت جمل) وهو تعبير يستخدم للقول بان من لا يرغب في ذلك فإن عليه الابتعاد عن صفوفنا. وبث التلفزيون القومي خبراً عن خطاب المهدي أورد فيه انتقاداته للجبهة الثورية ودعوته لها إلى ان تتخلى عن السلاح ، بينما ذهب معارضون للمهدي إلى القول بان زعيم حزب الأمه متفق مع الحكومة على سيناريو محدد متوقعين مشاركته بصورة أوسع في الحكومة المقبلة التى يرتب "الوطني " لاعلانها قريباً. وأكد المهدي ، مضيَّ حزبه في العمل لإقامة نظام جديد، وجدد تمسكهم بتغيير النظام عبر الوسائل السلمية وأبتدر خطابه الذى كان متوقعاً له ان يحدد موقفاً واضحاً من النظام بعد الانتقادات الشديدة الموجه للحزب ب"12" نداء ، ضمنها فيها سوريا ومصر وايران وأمير قطر الجديد بجانب الدعاء للزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا بالشفاء العاجل. ودعا المهدي في نداءاته جوباوالخرطوم إلى الاتفاق على حسن الجوار معلناً ترحبيه بالزيارة المتوقعة الأحد لنائب رئيس جنوب السودان الى الخرطوم ، وطالب باتفاق بين الدولتين يمنع الحرب، ويدعم السلام والتعاون، ويحقق عدم التدخل في شئون الجار الداخلية، ويدعم حسن الجوار. تغيير الأوضاع في الدولتين مهمة شعبيهما. وبعث المهدي خلال مخاطبته اللقاء الحاشد للأنصار بميدان الخليفة السبت ، برسائل للحكومة وتحالف المعارضة والجبهة الثورية، ونصح الحكومة بأن ربع قرن مما سمّاه بالفشل، كافية لفتح صفحة جديدة والاستماع لصوت العقل بتكوين الحكومة القومية. ووجه رسالة لرئيس الجمهورية قائلاً: "أخي الرئيس لا تستمع للأصوات التي تقول بأنه ليست هناك معارضة، خصوصاً من أحزاب الزينة التي تريدك أن تجرها، ولا تستمع لأحاديث مسيلمة الكذاب، فالمعارضة الآن على أشدها، وعليك أن تنتهز الفرصة التاريخية لكي تكون رئيساً وفاقياً". وأعلن الإمام استعداده للتحالف مع الجبهة الثورية، شريطة وضع السلاح والعمل من أجل تسوية سياسية سلمية، في إطار وحدة السودان. فيما دعا تحالف المعارضة إلى إقامة ورشة تحدد نقائص التجربة السياسية وتعيد ترتيب بيتها. إلى ذلك رجحت مصادر نافذة في المؤتمر الوطني أن يناقش القطاع السياسي للحزب في اجتماعه الراتب اليوم الأحد حشد الانصار وابتدارهم لحملة إسقاط النظام السلمية ، وكشفت ذات المصادر ان اجتماعاً طارئاً لبعض قيادات الحزب ناقش السبت حشد الأنصار واستمعت لتقرير أمني ، عن الترتيب والتنظيم الفائق لتجمع مساء السبت .