فى اول ظهور له منذ اندلاع الاحتجاجات الاخيرة، اتهم الرئيس عمر البشير من أسماهم المتربصين باستقرار السودان باستغلال الأحداث لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب بداعي التظاهر والاحتجاج على قرارات الحكومة ، في وقت نفذت السلطات الأمنية ليل الثلاثاء اشرس حملة اعتقالات وسط الناشطين وقادة الأحزاب المعارضة لتفوق إحصاءات المعتقلين ال 1000 بكثير طبقا لبعض الإحصاءات غير الرسمية. ورفض البشير بشدة أثناء مخاطبته احتفال تخريج قيادات من القوات المسلحة بالأكاديمية العسكرية العليا الثلاثاء تحميل حكومته مسؤولية سقوط الضحايا خلال المظاهرات التي شهدتها ولاية الخرطوم عقب إعلان تطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية أقرتها الدولة. وترحَّم الرئيس السوداني على أرواح القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات ، وعمد في أول تعليق على التظاهرات إلى تسمية الضحايا ب"الشهداء"، في إشارة اعتبرها البعض تصالحية . وقال إنه بالرغم من إسهاب الحكومة في شرح الأسباب والظروف التي دعتها لاتخاذ تلك القرارات الاقتصادية إلا أن "المتربصين" استغلوا الظروف لقتل الأنفس وتخريب المنشآت بدعوى التظاهر واستغلال حرية التعبير السلمية والمكفولة وفقاً للقانون. وأضاف البشير أن انفصال الجنوب ترك تأثيرات سالبة على الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر دعم يقدم للحركات المسلحة، مشيراً إلى بذل جهود مع حكومة جنوب السودان من خلال اتفاقات التفاهم لمنع تسليح المتمردين ورفع يدها عن تلك المناطق ، وأكد البشير حرص الخرطوم على استدامة السلام بين السودان وجنوب السودان خاصة وأن هناك تاريخاً مشتركاً بين البلدين. وقال البشير إن الاقتصاد تأثر سلبا بانفصال الجنوب وخروج النفط من الموازنة العامة للدولة. وكانت قرارات البشير فجرت احتجاجات رافقتها أعمال حرق ونهب, وقتل فيها 34 شخصا حسب حصيلة رسمية, بينما تتحدث المعارضة عن حصيلة أكبر تصل إلى 204 قتيلا. وكان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان إبراهيم غندور أعلن أن البشير وقع على منشور يتضمن الزيادات الجديدة لكل قطاعات العاملين، موضحا أن التطبيق سيكون بأثر رجعي ابتداء من يناير الماضي، على أن يتم الصرف ابتداء من راتب الشهر الحالي.