عقد تحالف المعارضة الثلاثاء اجتماعا على مستوى رؤساء الاحزاب وأعضاء الهيئة العامة لمناقشة التطورات الآخيرة فى البلاد واقر تكثيف العمل ومواصلة الصلة مع الجبهة الثورية للتنسيق والعمل المشترك . وأكد اجتماع التحالف على وحدة احزابه والمحافظة على هيئاته القائدة المختلفة وتفعيل لجانه المختلفة لمواصلة تصعيد ما اسماه انتفاضة جماهير الشعب السوداني التي عمت كل ولايات السودان .وترحم الاجتماع على ضحايا الاحتجاجات الاخيرة . وتجدر الاشارة إلى ان المعارضة السياسية الداخلية والحركات المسلحة قد فشلا في التوصل اتفاق اطاري حول نهج الحكم في البلاد والإجراءات التي يجب اتخاذها خلال الفترة الانتقالية والوسائل التي يجب تبنيها في اسقاط النظام خاصة وان تمسك جبهة القوى الثورية بالعمل المسلح لإسقاط النظام رفض من جميع القوى المؤثرة في داخل البلاد. وكان إعلان الفجر الجديد في يناير الماضي اولي المحاولات الجادة للتقارب بين قوى الاجماع الوطني المعارض في الداخل والجبهة الثورية التي تقاتل فصائلها المسلحة القوات الحكومية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. وأمنت قوى الاجماع الوطني أن ازمة الحكم في البلاد لازالت مستمرة و ازدادت عمقاً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وان النظام ا لن يستطيع الفكاك منها مهما استعمل وصعد من أدوات بطش وقهر للجماهير وأضاف البيان "ويعمق من هذا تباعد النظام من جماهير الشعب ان قد أصبح بينه وبينها بحار من الدم ومئات من الشهداء". وأشارت القوي المعارضة إلى أن المظاهرات الاخيرة حددت هدفها بوضوح تام وهو اسقاط هذا النظام عبر وسائلها السلمية المجربة في ثورة اكتوبر انتفاضة مارس ابريل المجيدة وستواصل نضالها المثابر الصبور لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتقديم كل الذين ارتكبوا جرائم القتل وتخريب الممتلكات الخاصة والمؤسسات العامة للمحاكم، وذلك في اشارة إلى المخربين الذين قاموا باعمال سرقة وحرق الممتلكات العامة والخاصة. ويرى المراقبوان أن موجة المظاهرات الاخيرة التي نظمتها جماعات شبابية والناشطون قد اعادت لقوى المعارضة الثقة في نفسها خاصة وانه اتضح لها ان الشارع لم يتراجع على الرغم من العنف الدموي الذي واجه به النظام الاحتجاجات الاخيرة ضد رفع الدعم عن المواد الاساسية والبنزين والمشتقات البترولية الاخرى. وتفيد التقارير التي اعدها الناشطون ان اكثر من مئتي شخص قد قتلوا خلال اسبوع المظاهرات التي اجتاحت ارجاء البلاد المختلفة في خلال شهر سبتمبر الماضي ، وذكرت التقارير الرسمية ان عدد القتلي من المتظاهرين بلغ 34 شخص إلا أنها الحكومة عادت أمس الثلاثاء وقالت ان عددهم بلغ 70 فرد. ونبه اجتماع المعارضة الى ضرورة اليقظة ضد محاولات أعداء الثورة لعمل شرخ بين أحزاب المعارضة المختلفة وأيضا بين فئاته النشطة من الشباب والنساء خلال هذه المرحلة تحتاج الى وحدة كل القوى كشرط لإسقاط النظام الذي بدأ يسلك كل السبل التي تؤدي الى مصيره المحتوم. وأكد الاجتماع على استعداد كافة قوى الاجماع للعمل المثابر والتضحية وسد الثغرات التي يحاول النظام النفاد منها لوقف مسيرة جماهير الشعب الظافرة والمنتصرة دوماً "فهذه حتمية التاريخ"، كما قال البيان. ويعمل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى ادارة حوار مع حزب الامة القومي حول اشراكه في الحكومة وإحداث تغييرات ديمقراطية نظام الحكم وهيكلة البلاد إلا أن الاخير يتمسك بقيام مؤتمر جامع يشمل جميع القوى السياسية والحركات المسلحة كما يشدد على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تقوم بإدارة شؤون البلاد. والمعروف ان الجبهة الثورية وحزب الامة قد جددا في بيانات لهما مؤخرا الدعوة لوحدة القوى المعارضة لإسقاط نظام الرئيس عمر حسن البشير كما ان مختلف قادة الحركات المسلحة اعلنوا عن دعمهم للشارع السوداني في التعبير السلمي عن رفضه للنظام وقالوا انهم يعدون خطط داعمة للاحتجاجات الشعبية.