اعتبرت وزارة الثقافة والإعلام الهجوم الذي شنه الشيخ كمال رزق إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير على الوزير الدكتور أحمد بلال عثمان في خطبة الجمعة الماضية ومطالبته للحكومة بإقالته وتقديمه للمحاكمة تجنياً وظلماً، وطالبت الوزارة رزق بضرورة أن يتبين الحقائق قبل أن يهاجم الآخرين. وقال وزير الدولة بالوزارة مصطفى محمد أحمد تيراب رداً على الشيخ رزق في بيان أمس أن الورشة التي نظمتها الوزارة بواسطة خبراء أمريكيين حضرها عبد الله فكي أمين الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني ورجال السلك الدبلوماسي وأساتذة معهد الموسيقى، وقال قطعاً لن يأتي هؤلاء لحضور الرقص الخليع الذي قال به رزق،لافتاً النظر إلى أن التظاهرة التي شهدتها قاعة الصداقة كانت عبارة عن مسرح وموسيقى ودراما. وأضاف نقول لرزق ليس كل أنواع الرقص خليعاً، فهناك رقص تعبيري ورقصة الحرب ورقصة الحصاد وهي جميعها موروثات شعبية سودانية، وإن من مهام الوزارة الأساسية في زمن العولمة منع الآثار السالبة لها من استلاب ثقافي وارتهان واغتراب والمحافظة على الموروث الثقافي الاجتماعي والتقاليد والقيم والأعراف الإسلامية. وقال تيراب إن الوزارة لم تتحمل نفقات تلك الورشة وإنما تحملها الطرف الآخر، موضحاً أن السودان قطر متعدد الأعراق والأجناس والإثنيات وجميعها انصهرت في بوتقة واحدة وأنتجت الشخصية السودانية بملامحها الأفريقية ووجدانها العربي المسلم، وأن الوزارة تهتم بالموروث الثقافي السوداني في مجال الرقص والغناء وأنهم يفاخرون بأن السودان شكل وجدان جميع الشعوب من حوله من السنغال وحتى جيبوتي بفضل موسيقاه، مؤكداً أن الشيخ رزق لم يحضر الورشة وإنما نقل إليه فحواها. وزاد أن الشهادة السماعية لا يؤخذ بها في أمر خطير كهذا في مواجهة شخصية دستورية.