دعا موفدو دول شرق أفريقيا الوسطاء في نزاع جنوب السودان إلى نشر مراقبين لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجيش الحكومي والقوات المتمردة الموالية لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان في يناير/كانون الثاني الجاري، وجاءت الدعوة على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا. وحث مبعوث الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى جنوب السودان سيوم ميسفين قادة الدول الأعضاء بالهيئة على التأكد في ظرف لا يتجاوز 48 ساعة من إقامة آلية متابعة وتحرٍ لاتفاق الهدنة في جنوب السودان. ودعا مبعوث إيغاد طرفي النزاع في جنوب السودان إلى تأمين ما أسماه انسحابا تدريجيا لقواتهما من خط الجبهة. وقال المبعوث الأميركي إلى جنوب السودان هايل مانكيريوس إن من الضروري أن تتلقى فرق المراقبين الدعم السياسي واللوجستي اللازم، وأن يسمح لها بالنفاذ إلى كل المواقع في جنوب السودان. من جانبه، حذر المبعوث الأممي دونالد بوث من اعتبرهم يسعون إلى عرقلة مسار السلام في جنوب السودان من عواقب سلوكهم، مؤكدا أنهم سيتحملون النتائج. وكان وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم قال في الاجتماع الوزاري الذي سبق القمة الأفريقية، إنه في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن نهضة أفريقيا، تعيش دولة جنوب السودان مآسي إنسانية. وأكد أنه في حال عدم التوصل إلى حل عاجل للنزاع الدائر هناك فإن الوضع سيؤدي إلى آثار خطيرة على السلام والأمن، ليس في جنوب السودان فحسب بل في القارة كلها. يشار إلى أن جيش جنوب السودان والقوات المتمردة الموالية لرياك مشار وقعا في 23 يناير/كانون الثاني الجاري -وبرعاية وسطاء (إيغاد)- اتفاق وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من معارك خلفت آلاف القتلى ودفعت نحو ثمانمائة ألف مواطن إلى النزوح من ديارهم. لكن رغم ذلك لا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بخرق الاتفاق، كما لا تزال المعارك مستمرة في بعض المناطق من جنوب السودان. ويخشى المراقبون من انزلاق المواجهة في جنوب السودان إلى حرب قبلية بين الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ينتمي إلى قبيلة الدينكا ونائبه السابق رياك مشار المنتمي إلى قبيلة النوير، وهما من كبرى القبائل في الجنوب وحدثت في الماضي احتكاكات بينهما.