أعلنت إدارة جامعة الخرطوم السودانية، يوم أمس الثلاثاء، تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى على خلفية مقتل أحد طلابها في وقت سابق اليوم خلال اشتباكات لطلاب بالجامعة مع قوات الشرطة السودانية. وقالت إدارة الجامعة، في بيان لها، اليوم: "بعد الأحداث المؤسفة التي حدثت نهار اليوم والتي راح ضحيتها الشهيد الطالب على أبكر موسى، الطالب بالمستوى الثالث كلية الاقتصاد، انعقد اجتماع طارئ لمجلس العمداء حيث قرر تعليق الدراسة الى أجل غير مسمى ابتداءً من الغد". وقُتل طالب وأصيب 4 آخرون على الأقل، بجامعة الخرطوم، يوم أمس الثلاثاء، في اشتباكات مع قوات من الشرطة، أثناء تفريقهم مسيرة للطلاب، بحسب شهود عيان. وأوضح الشهود أن نحو 300 طالب يشكّلون ما يشبه بائتلاف يمثل طلاب إقليم دارفور، غربي البلاد، تظاهروا بالجامعة اليوم، وعندما حاولوا الخروج من الحرم الجامعي باتجاه مبنى بعثة الأممالمتحدة بالعاصمة؛ للتنديد بأحداث العنف في دارفور، منعتهم قوات الشرطة وقامت بفض المسيرة باستخدام الغاز المسيل للدموع. وأضاف الشهود أن الطلاب اشتبكوا مع الشرطة خلال الفض حيث ألقوا الحجارة عليهم، فردت عليهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل طالب بطلق ناري وإصابة 4 آخرين باختناقات. من جانبها، قالت الشرطة السودانية إنها "شرعت في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حول مقتل طالب جامعة الخرطوم"، مشيرة إلى أنها "لن تسمح بأي تفلتات تزعزع أمن واستقرار المواطنين". وأوضح البيان أن الجامعة "شهدت ظهر اليوم أحداث شغب محدودة قام بها بعض من طلاب روابط أبناء دارفور بجامعة الخرطوم وحاولت هذه المجموعة الخروج للشارع العام فتصدت لهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع فقط". وتابع: "بعد عودتهم (الطلاب) لداخل حرم الجامعة ظلت الشرطة ترابط بعيدا عن الموقع ثم علمت بعد ذلك بإصابة طالبين داخل حرم الجامعة وتم إسعافهما للمستشفي حيث توفي أحدهم لاحقا". بدوره، اتهم طلاب حزب المؤتمر الوطني، الحاكم، في جامعة الخرطوم، "منسوبي الحركات المسلحة (في إضارة إلى طلاب إقليم دارفور) بقتل الطالب". وخلال مؤتمر صحفي، مساء أمس بالخرطوم، قال نعمان عبدالحليم، الأمين السياسي لدائرة التعليم العالي لطلاب الحزب بولاية الخرطوم : "نحمّل الفصائل الطلابية لحركات التمرّد مسؤولية سفك دم طالب كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، على أبكر موسي، الذي توفي إثر إصابته بطلق ناري فى تظاهرات جامعة الخرطوم". وبرأ عبد الحليم، طلاب حزبه من التورط في الأحداث، قائلا: إن "كوادره السياسية بالجامعة كانت خارجها لحظة وقوع الأحداث". وأوضح أن "حوالي 500 من عناصر تابعة للحركات المسلحة وليسوا طلابا في الجامعة اقتحموا حرمها وأقاموا مخاطبة سياسية طالبوا فيها الطلاب بالخروج للشارع لإسقاط النظام".