أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيراها النرويجي إسبن بارث أيدي والبريطاني ويليام هيج عن ترحيبهم بأنباء اجتماع رئيسي كل من السودان عمر البشير وجنوب السودان سيلفا كير ميارديت اليوم في أديس أبابا لبذل مزيد من الجهود لحل القضايا المعلقة بين البلدين. جاء ذلك في بيان مشترك للوزراء الثلاثة، وزعته الخارجية الأمريكية اليوم في واشنطن، وأشادوا فيه بالتقدم الذي أحرزه الرئيسان في قمتهما التي عقدت في أديس أبابا في نهاية سبتمبر الماضي، مشيرين إلى أن ذلك يدل على أن إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة وعادلة أصبح في المتناول. وأشاد الوزراء بالدور القيم المستمرة لفريق التنفيذ رفيع المستوى التابع للاتحاد الأفريقي بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي والجهود التي يبذلها رئيس الوزراء الإثيوبي هاليماريام ديساليجن. وأعرب الوزراء عن أسفهم لتوقف التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقات الموقعة في 27 سبتمبر، وخاصة بشأن الترتيبات الأمنية المتفق عليها حول الحدود والتي لم تعد مطبقة، ودعوا الزعيمين السودانيين الآن لمعالجة جميع المسائل المعلقة بشكل عملي، والتأكد من انسحاب القوات المسلحة للبلدين فورا من المنطقة المنزوعة السلاح، ونشر آلية الحدود المشتركة والتحقق والرصد وفقا لما تم الاتفاق عليه. وشددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيراها النرويجي إسبن بارث أيدي والبريطاني ويليام هيج في بيانهم على أهمية إحراز تقدم مواز في نفس الوقت في جوانب أخرى من العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن التنفيذ الكامل لكل الاتفاقات وفقا لبنودها ودون أي شروط مسبقة سيساعد على بناء الثقة وسيفيد شعبي البلدين، كما أن إعادة استئناف إنتاج النفط وصادراته سيكون ذا قيمة خاصة لاقتصادي البلدين، وينبغي عدم تعليقها خلال المفاوضات على القضايا الأخرى. وأكد الوزراء دعمهم للنهج الذي اتبعه الاتحاد الأفريقي بشأن مسألة أبيي، مشيرين إلى أن الاقتراح الذي تقدم به رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي يستند إلى اتفاق السلام الشامل، بما في ذلك بروتوكول أبيي، وأن الاقتراح، الذي تبناه مجلس الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن في 24 أكتوبر، يحدد طريقا واضحا نحو تحديد الوضع النهائي لمنطقة أبيي وفقا للاتفاقات التي وقعها الطرفان بالفعل، ويحمي حقوق جميع الطوائف والمجتمعات ويضمن أن تصبح أبيي نموذجا للتعاون والتعايش عبر الحدود. ولفت الوزراء بشكل خاص إلى أن الاقتراح ينص على استمرار الوضع الخاص لأبيي كجسر بين البلدين يتمتع بالحقوق السياسية والاقتصادية المكفولة لقبيلتي «نوك دينكا» و«المسيريه»، مهما كانت نتيجة الاستفتاء، وحثوا البلدين على اللقاء لتوضيح هذه الحقوق والتحرك في اتجاه التوصل لاتفاق على الوضع النهائي لمنطقة أبيي. ونوه الوزراء لقادة السودان وجنوب السودان أن المجتمع الدولي ملتزم التزاما كاملا برؤية الدولتين القابلتين للحياة اللتين تعيشان في سلام مع بعضها البعض، ويقف على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم لهما لتحقيق تلك الرؤية، كما حثوهما على اغتنام فرصة انعقاد مؤتمر القمة غدا كي يبرهنا على التزامها بتنفيذ ما اتفقا عليه وتحويل التعايش السلمي إلى واقع ملموس.