أرجئت القمة التي كانت مقررة بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أديس أبابا إلى اليوم السبت، بعد أن أجريا محادثات منفصلة تمهيدا للقاء القمة الذي يهدف إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية والاقتصادية التي وقع عليها البلدان في سبتمبر الماضي، وتذليل الخلافات التي لا تزال قائمة بينهما. ولم تعلن تفاصيل جدول الأعمال، لكن وكالة الأنباء السودانية الرسمية قالت إن البشير سيبقى بأديس أبابا لمدة يومين، وسيبحث مع سلفاكير تسريع تنفيذ الاتفاقات. وقبل عقد أول لقاء بينهما منذ توقيع الاتفاقات، التقى البشير ثم سلفاكير على انفراد الوسيطين رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، بحسب دبلوماسيين ومراسلة لوكالة الأنباء الفرنسية. وكان البشير وسلفاكير أشارا إلى إمكانية تقديم تنازلات في المحادثات التي تجرى في أديس أبابا لإنهاء الجمود بشأن كيفية إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح، بعد أن اقترب البلدان من شفا الحرب في أبريل الماضي. يذكر أن البشير وسلفاكير اتفقا في سبتمبر الماضي على استئناف صادرات النفط الجنوبي عبر الشمال، وإقامة منطقة منزوعة السلاح في الحدود، غير أن هذه الاتفاقات لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب تمسك السودان بتطبيق التفاهمات الأمنية أولا قبل استئناف ضح البترول. وقبل ساعات من الموعد الذي كان محددا لبدء القمة يوم أمس، اتهمت جوباالخرطوم بشن هجوم جوي وأرضي داخل حدود دولة جنوب السودان. واتهم المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أغوير سلاح الجو السوداني بقصف منطقة راجا في شمال غرب دولة الجنوب، مضيفا أن المنطقة الحدودية نفسها شهدت أيضا معارك بين جنود من البلدين. ومن جهته، نفى وزير الإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان وقوع أي هجوم من قبل الجيش على أراضي دولة جنوب السودان، وقال إن ما جرى كان مناوشات بين الجيشين في منطقة تابعة لجمهورية السودان. وتأتي هذه المباحثات في وقت يعاني فيه البلدان ظروفاً اقتصادية صعبة بسبب الخلافات حول النفط، وقالت رئيسة الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دالميني زوما إنها تأمل أن تحقق القمة نجاحاً ينهي الخلافات بين البلدين.