عندما جاء الإسلام عمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة فيه دمجاً تاماً حتى لا تظهر هذه الإعاقة على السطح، وفي ظل الاهتمام العالمي بهذه الشريحة من المجتمع لاستخراج طاقاتهم الكامنة والمساهمة في حل قضاياهم بتقديم المحفزات فظهرت نماذج من المعاقين كانوا علامات فاصلة في تاريخنا الإسلامي ونشر تعاليمه، كما أن دستور السودان الانتقالي للعام «2005»م تناول حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة على النحو التالي «تكفل الدولة للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة كل الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الدستور خاصة وإتاحة التعليم والعمل المناسبين لهم وكفالة مشاركتهم في المجتمع». انطلاقاً من هذه المعاني قامت وزارة التعليم العام بإنشاء إدارات للتربية الخاصة بالولايات يناط بها رعاية شؤون الأطفال ذوي الاحتيجات الخاصة. الأستاذة نعمات عبد الكريم علي مدير إدارة التربية الخاصة بولاية الجزيرة أوضحت أن عدد المعاقين المسجلين بمدارس التربية الخاصة «415» معاقًا موزعين على «12» مدرسة على مستوى محليات الولاية ما عدا محلية أم القرى وأنه يوجد بهذه المدارس «89» معلمًا ومعلمة متخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع. وأكدت أن التجربة الحديثة لإعداد المعاق للحياة في المجتمع أن يكون تعليمه في المدرسة العادية مع أقرانه غير المعاقين من خلال اتخاذ الإجراءات التي تمكِّنه من ذلك بدءًا من إعداد المعلم إعداداً تربوياً ونفسياً وفنياً وإطلاعه على أسس وأساليب تعليم المعاقين وتوفير الوسائل التعليمية «السمعية والبصرية واليدوية»، وتوفير وسائل النقل الخاصة التي تمكِّن المعاق من الوصول إلى مدرسته والعودة إلى سكنه.وأشارت مدير التربية الخاصة إلى أن الدمج يؤدي إلى زيادة قدراتهم ودمجهم في المجتمع ولا يتم ذلك إلا بإزالة الحواجز والعقبات التي تمنعهم من المشاركة داخل المؤسسات المختلفة كالأندية الرياضية والمسارح والمكتبات والمتاحف وتشجيع إنتاج الكتب والمطبوعات بطرق تتناسب مع ضعاف البصر والمكفوفين وإنتاج المكتبات الصوتية وتخصيص ركن في شاشات القنوات الفضائية لترجمة البرامج ونشرات الأخبار للصم وتوفير لعب وكتب ووسائل تعليمية خاصة بالمعاقين ذهنياً. هذه الفئة من الطلاب تحتاج إلى اهتمام خاص من الدولة ومنظمات المجتمع المدني من خلال إلزامية التعليم ومجانيته وتوفير وسائل الترحيل للطلاب والوسائل التعليمية الخاصة بهم وإعفائها من الرسوم الجمركية والضريبية والمساعدة على توصيلها اليهم إضافة إلى تدريب معلم التربية الخاصة ليواكب التقنيات الحديثة وخلق آلية لتنسيق الجهود الشعبية وجهود المنظمات الطوعية بما يواكب إستراتيجة الدولة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وإدخال منهج التربية الخاصة في كليات التربية لتخريج معلمين مؤهلين.. على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة لإعداد المعاقين إلا أن الإحصاءات تقول إن في العالم اليوم أكثر من «600» مليون معاق 80% منهم في الدول النامية، وتشير دراسة أُجريت في الخرطوم أن المعاقين يمثلون 7.5% من السكان مما يتطلب جهداً أكبر للخروج من عزلتهم الشخصية والاستفادة من المؤسسات الإعلامية وتأسيس عدد من المنظمات والهيئات لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة وأن حقوقهم تحتاج إلى قرارات تنفيذية تحدُّ من المعوقات المالية والعملية التي تحول دون حصولهم عليها.