و«توماس قوث» مدير استخبارات سلفا كير والفريق محمد عطا مدير استخبارات الخرطوم يوقِّعان الاتفاقية الأخيرة. وفي المصافحة بين الرجلين نظرة كلّ منهما تقول للآخر : مهنتي ومهنتك هي المخادعة.. بالطبع..!! والمخادعة والصراخ والحريق وعودة ضخ البترول وألف جزء آخر هي أوارق الصورة الممزقة. تجمعها أنت لترى والأسبوع الماضي في جوبا كان تعبان دينق يصرخ في التلفزيون ضد الدينكا. وآرثر كوين وزير المالية المتهم بسرقة «60» مليونًا يصرخ : كان معي باقان.. ويا عزيزي كلنا لصوص. لكن صراخ سلفا كير بعد حريق بيته كان شيئاً خاصاً وطرقات جوبا تقول إن مليارات هائلة احترقت هناك وسلفا كير ينظر إلى بيته المحترق ليقول في أسف : لماذا لم يأخذوها بدلاً من حرقها؟؟ وقالت طرقات جوبا: ولماذا أخفيتها؟؟ ونحدث الأسبوع الماضي عن أن تدمير البترول الجنوبي بأيدي سلفا كير كان شيئاً يضطر إليه سلفا كير لأن حربه ضد تعبان دينق/ الذي يحكم ولاية البترول/ كانت تبلغ درجة الانتحار أو انتظار القتل لكن من يجعل الجهات الجنوبية كلها تقتل نفسها ببراعة كان هو «توماس قوث». والتوقيع الذي يحمله اتفاق محمد عطا وقوث الأسبوع الماضي كان يجعل جوباوالخرطوم كلاً منها يفتح ملفات السيد قوث. وأغرب تاريخ يطل من بين الصفحات. قوث كان يلحق بالتمرد عام 1982م.. والرجل يشرع في خدمة قرنق وسلفا كير ومشار وكل جهة.. وبأسلوب يجعل جوبا تتذكر أمس أن السيد قوث يقول : إتفاقياتي مكتوبة بالجير وليست بالبوهية. والجير تغسله زخة من المطر. وأسلوب اتفاقيات الجير كان السيد قوث ينطلق فيه بموهبة تجعله مديراً لاستخبارات قرنق بينما شقيقه التوأم يعمل مديراً لاستخبارات عبد الله شول. وقرنق يستخدم الاثنين ضد شول. وقوث يلحق بكاربينو لهدف محدد. وقرنق كان يبعث به إلى كاربينو لاستدراجه إلى مطار إثيوبيا. وهناك كاربينو يُعتقل ثم الرجل يعمل بعنف ضد مجموعة الناصر ثم... ثم ... وبعد نيفاشا يعمل وزير دولة للداخلية بالخرطوم. وقوث هذا يقوم بطلاء حائط اتفاقية الخرطومجوبا الأسبوع الأخير. لكن الرجل الذي يضحك سراً وهو يظن أنه يخدع الخرطوم يفاجأ بأن كل شيء ينفجر في جوبا ذاتها تحت أقدامه. ومليارات سلفا كير تحترق داخل بيته.. «بفعل فاعل» وتعبان يكشف للجنوب أن باقان الذي يقتسم الملايين الستين مع آرثر كوين هو الذي يقتسم مع قوث هذا مشروع قتل سلفا كير الآن «إغلاق أنبوب النفط».. ثم ما يتبع ذلك. ومع شخص آخر قوث كان من قبل يبتلع «150» مليوناً خصصت لترحيل الجنوبيين من الشمال. ثم هو مع آخرين من يشعل حرب الدينكا الآن ضد المورلي. ومن يطلق حديثاً عن أن مشار هو الذي كان يقود فضيحة عربات الكاردينال والتي وبدلاً من أن تشترى بستين مليونًا.. تُشترى بمائة وعشرين مليوناً». و.. جوبا بدورها تصرخ ومجموعة الثمانية التي تدير سلفا كير تلتقي أمس الأول وتعلن في غضب : أن إغلاق أنبوب البترول جنون.. وإن عدونا ليس الشمال بل جهات جنوبية.. أولهم باقان وفي اليوم ذاته كان آرثر كوين يصدر بيانه ضد باقان. والحريق يشتعل. «2» وفي الخرطوم «جوث» آخر ينطلق. والأيام القادمة تشهد قرارات عنيفة «لتنظيف» الخرطوم. فالدراسات تجد أن كل مصنع ناجح كان يباع للقطاع الخاص بصورة غريبة. بعدها كل مصنع ناجح كان من يشتريه.. من القطاع الخاص.. يجعله خراباً في شهرين فقط.. على عكس ما يحدث في العالم كله. «ووزير المالية يعلن أمس إصراره على بيع كل مصنع حكومي». والدراسات تجد أن العمال الأجانب يُرسلون إلى خارج السودان سنوياً ما يبلغ عدة مليارات من الدولارات «مسؤول يعلن هذا في ندوة مغلقة» والدراسات تكتشف أن السيد «...» الذي كان يدعم عقار بعدة مليارات هو ذاته من يشعل في الخرطوم معركة محلات تخفيض الأسعار. في مخطط دقيق لتحطيمها وينجح!! وطرقات معينة تصبح «خمارات» مشحونة بالجنس.. والإيدز و... و... والمعتمدية مع غرف تجارية وصناعية وأثرياء آخرين تطلق الأسبوع القادم خطة تجعل كل محل لا يديره إلا شخص معروف الوجه والتاريخ. والمشروع يجعل الباعة هؤلاء يعملون دون رسوم على الإطلاق ثم مراكز حديثة جداً وضخمة جداً وشديدة الثراء تقام في الأحياء.. الأسابيع القادمة. وبطاقة في كمبيوتر المحل تحمل أسماء كل بيت وكل فرد ونصيبه من كل سلعة.. وحرام على نصيب حي من الأحياء الهجرة إلى حي آخر!! ثم جسر مباشر ما بين مصانع كل شيء «دقيق زيوت سكر لحوم» وبين بطاقة المواطن هذه. والمعركة القادمة سوف تشتعل لتحطيم المشروع هذا.. حتماً!! «3» لكن الدولة التي ظلت تتلقى الصفعات ولا ترفع يديها لحماية وجهها ترفع يدها الآن وفي قبضتها.. سيف!! ونكتب غداً عن صرخة باحث أمريكي مسلم «د. اسباس» ودهشته لدولة السودان الوحيدة في الأرض التي تعيش دون مراكز دراسات. والرجل حين يشهد ندوة في نيويورك يحدث المحاضراليهودي فيها مستمعيه عن «مليونين ونصف المليون قتيل في دارفور ذبحهم العرب» يرفع يده ويسأل المحاضر : كيف تثبت هذا؟ والمحاضر يجيبه: وكيف تنفي أنت هذا؟ وللنفي.. الرجل الأمريكي ينطلق إلى السفارة السودانية يسألهم عن الإحصاءات .. أي إحصائية. قالوا : ما عندنا!! والغيظ يجعل الرجل يصدر كتاباً كاملاً عن «كيف يمكن لدولة تحت هجوم مجنون مثل السودان أن تخاطب العالم في زمان لا يعترف إلا بالاحصائيات».