كان هنالك : نادر بلة : هادية قاسم : تصوير : محمد الفاتح ... كانت أوقات اختزلت أزمنة الطيب صالح التي عاشها والتي لم يعشها كما قال الفيتوري «بعض عمرك لم تعشه»، وكما قال أستاذنا الرزيقي لم يعش الطيب صالح ليشهد عمره الذي يعيشه من جديد بين الناس وهو في سجوف الغياب... انسدل الستار عن فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع في دورتها الثانية، وبفوز محقق للإبداع السوداني يضاف إلى رصيده العالمي حيث انفرد السودان بجميع الجوائز في مجال الترجمة كما حصل القاص السوداني بشرى الفاضل على المرتبة الأولى في مجال القصة القصيرة... وفاز المشاركون من باقي البلدان في مجال الرواية. مدخل بحضور الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ولفيف من المبدعين والأدباء انطلقت فعاليات ختام جائزة الطيب صالح، حيث حيّا الفريق طيار الفاتح عروة العضو المنتدب لشركة زين الحضور، وذكر أن العام الماضي هو عام الثقافة لزين مشيرًا لرعايتها لعدد من الفعاليات الثقافية عبر نشر عدد من الدواوين الشعرية وتكريم عدد من الفنانين الراحلين ورعاية مجموعة من الأنشطة الثقافية، وتأتي جائزة الطيب صالح كجوهرة في جيد «زين» الجميل، وجدد عروة استعداد زين لدعم الثقافة والإبداع في شتى ضروبه.. وقال عروة إن الثقافة هي أداة تنمية للبلاد وزين تدرك ذلك. تلاقٍ وتثاقف!! اعقب حديث عروة تقرير قدمه الأمين العام للجائزة الأستاذ مجذوب عيدروس الذي أوضح أن الثقافة تُسقط الحواجز بين الهامش والمركز، وتُسقط أيضًا الحدود بين أدباء الوطن العربي، ورحب بالضيوف الذين جاءوا إلى هذه الدورة مبينًا أن المشاركات جاءت هذه المرة من سبعة عشر بلدًا عربيًا فضلاً عن أمريكا وأوربا وأستراليا بالإضافة لدول بعيدة مثل موزمبيق في فروع الرواية الثلاث الترجمة والقصة والرواية، وقد عملت لجان التحكيم على إيجاد درجة عالية من الشفافية، وأبان أن اختيار عنوان الدورة «الرواية والتحولات الاجتماعية» كان تفاعلاً مع ما يدور في الساحة العربية، ولعين الطيب صالح أن تقر وهو يرى إبداعاته نخلة لها جذور وهدف وستظل مركز تلاقٍ وتثاقف. إبداع يطارد الطغيان!! وفي كلمة موجزة وضافية تحدث عن المدعوين من خارج السودان الدكتور عمار علي حسن من مصر الذي أشار إلى أن الكلمة في العام 2011 م تهزم القنبلة، والإبداع سيطارد الطغيان وصاحب القلم يجب أن يكون بين الناس كما كان الطيب صالح رحمه الله مثالاً للمثقف الذي يكون أمام السلطان لا خلفه ولا بجانبه. البروف عز الدين ضيف الشرف!! درج مجلس أمناء الجائزة علي اختيار ضيف شرف لكل دورة، وقد وقع الاختيار على البر فسيور عز الدين الأمين الذي يعتبر علمًًا من أعلام البلاد إذ تقول سيرته الذاتية إنه قضى أكثر من نصف قرن في أروقة الجامعات وما يزال يدرس كما أنه شارك في تأسيس جامعة أمدرمان الإسلامية، كما أن المحتفى به له عدد كبير من الإصدارات التي تعنى بالأدب والشعر.. ويذكر أنه من ابتدع مصطلح شعر التفعيلة بديلا للتسميات التي المتعارف عليها من لدن الشعر الحر والحديث، وعلى يد النائب الأول تم تكريمه وعرض فليم وثائقي يحكي مسيرة المحتفى به. إعلان الجوائز السودان يتقدم.. في الترجمة فاز بالمركز ناصر السيد النور عن عمل «تخوم الرماد» كما حاز عمر بابكر سليمان بالمركز الثاني عن عمل الدم في نخاع الوردة كما حصل القذافي هاشم على المرتبة الثالثة عن عمله دوامات الشمال. في الرواية فاز الروائي اليمني محمد الغربي عمران بالمرتبة الأولى عن روايته «ظلمة» كما فازت الروائية الجزائرية هجيرة جويدري بوزيد بالمركز الثاني عن روايتها «نورس باشا» وحصل الروائي هاشم الشاوي من المغرب على المركز الثالث عن روايته «قيلولة» في القصة القصيرة أما في القصة القصير فقد حاز القاص السوداني بشرى الفاضل على المركز الأول عن روايته «فوق سماء بندر» وحصل القاص فؤاد محمود أحمد من مصر على المرتبة الثانية عن قصته «أجمل رجل قبيح في العالم» كما حصل القاص حسن صبري محمد من مصر على المركز الثالث عن قصته «فيلا كارمن». اختتمت فعاليات السنة الثانية التي أمطرت ابداعاً خصباً نمّى بداخلنا بذرة تتلهف لما يأتى من مطر مقبل الأعوام ..