من الأخطاء الشائعة على ألسن العامة والخاصة استعمال باء البدل في غير موضعها والعمدة في التصحيح قوله تعالى «أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير» أي أن الباء تدخل على المتروك كأن تقول استبدلت كتابي هذا القديم بكتاب جديد أو تقول استبدلت وظيفتي الحالية بوظيفة جديدة خير منها.. وكلاهما خطأ والصواب أن تقول استبدلت كتاباً جديداً بالكتاب القديم الذي كان معي أو أن تقول استبدلت بوظيفتي القديمة وظيفة جديدة خيراً منها.. ومن الأخطاء الشائعة والكثيرة الحدوث أن تقول «إنه لمن الغير معقول أن تقول أو تفعل كذا وكذا» وهذا خطأ لأنك تضيف المعرفة إلى نكرة فكلمة الغير معرفة لدخول أداة التعريف «أل» ومعقول نكرة والصواب أن تقول إنه لمن غير المعقول أن تفعل أوتقول كذا وكذا» ومن أكثر الأخطاء شيوعاً أن تقول هذا أمر هام للأمر الذي يهمك أو يهم الآخرين والصواب أن تقول هذا أمرٌ مهم. والسبب في ذلك أن الاسم المشتق من الفعل الثلاثي فعل يأتي على صيغة فاعل والاسم المشتق من الرباعي أفعل يأتي على صيغة مُفعل لذلك نشتق من هم هام وأصل هم همم أُدغمت الميم في الميم وشُدِّد الحرف.. وهام أصلها هامم على وزن فاعل. أما أهم فأصلها أهمم مثل أخرج وأدخل وأطعم فهو مُخرج ومُدخل ومُطعم وهكذا فنقول للأمر الذي يُهمنا هو مهم ولا نقول هام. أما الأخطاء الشائعة في العدد والمعدود فهي كثيرة ولا تكاد تنحصر.. ولكن للأمانة فإن ضبط هذه الصيغ من أصعب الأمور وأعسرها حتى على أهل الاختصاص.. ونختار منها ما يحتمله المقام. العدد من ثلاثة إلى عشرة يؤنث العدد إذا كان المعدود مذكراً.. فنقول ثلاثة أولاد وأربعة أقلام وخمسة كتب إلى آخر العدد تسعة. ولكننا نقول ثلاث بنات وأربع سيارات وخمس سفن فإذا جئنا إلى أحد عشر نجد المثال في القرآن «إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر» هذا مع المذكر أما مع المؤنث فنقول: صليت إحدى عشرة ركعة. أما اثنا عشر فنقول مع المذكر رأيت اثنى عشر رجلاً بتذكير كل العدد مع المعدود أو نقول رأيت اثنتي عشرة امرأة مع تأنيث كل العدد مع المعدود أما في الأعداد من 13 إلى 19 فنقول في المذكر: جاء ثلاثة عشر رجلاً وقرأت ثلاثة عشر كتاباً. فالجزء الأول من العدد يخالف المعدود في التذكير والتأنيث والجزء الثاني يطابقه. ونقول في المؤنث: اشتريت خمس عشرة تفاحة وأكلت خمس عشرة ثمرة فالجزء الأول من العدد يخالف المعدود في التذكير والتأنيث والجزء الثاني يطابقه تماماً على منوال المثال الأول من المذكر. فإذا جئنا إلى تسعة عشر وجدنا الأمر كما في المثالين الماضيين والاختلاف حسب التذكير والتأنيث. مثل قوله «عليها تسعة عشر» وهذا في المذكر الذي ينبني على مخالفة الجزء الأول من العدد ومطابقة الجزء الثاني منه مع المعدود. وفي هذه الآية نكتة وهي أنه لم يقل ملائكة بالتصريح ولكن فهم من السياق أنه يتكلم عن الملائكة وبعدها قال «عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون». فيفهم من قوله «تسعة عشر» أن الملائكة ذكور وليسوا إناثًا وإلا لقال تسع عشرة مع ملاحظة أن العدد تسعة عشر يبنى على الفتح في حالاته الثلاثة. جاء تسعةَ عشرَ رجلاً ورأيت تسعةَ عشرَ رجلاً ونظرت إلى تسعةَ عشرَ رجلاً أما العددان واحد واثنان فهما يذكران مع المذكر ويؤنثان مع المؤنث. فنقول رجل واحد وامرأة واحدة رجلان اثنان وامرأتان اثنتان. وللشين في العشرة أحكام تختلف باختلاف التذكير والتأنيث