نحن الطينة ومطر (العِينة). نجد ذلك الفخر الرائع في وطنيات خليل فرح. نحن الطينة ومطر العِينة، أى نحن السودانيين الخصب والنّماء. كذلك ممَّن تناول (العِينة) في أشعاره إسماعيل حسن... (عشان ما تبكي... ببكي أنا... أحاكي الطرفة في نُصّ الخريف بكّاي). قال (ود شوراني)... (وابل العِينة مطر دايرَتَه القدّاما). وقالت شاعرة في مدح رحل كريم (يا مطر الخريف يا وابل العِينة). نحن الطينة ومطر العِينة... العِينة في منازل نزول الأمطار وفيضان النيل. العِينات هي الذِّراع (الضُّراع) وميقاته 12/ يوليو. النترة وميقاتها 26/يوليو. الطَّرْفة وميقاتها 9/أغسطس. الجبهة وميقاتها 23/أغسطس. الخيرصان وميقاته 4/سبتمبر. الصرفة وميقاتها 17/سبتمبر. العِواء وميقاته 30/سبتمبر. السِّمَاك وميقاته 13/أكتوبر. يُسمَّى الخيرصان (سلطان الخريف). العَيْن هو السَّحاب الذي يُقبِل من ناحية القِبلة. هل أسميت عليه عَاصمة (أبوظبي). العِينة الَسَّحابة الممطرة والمطر والبرق الذي يسبق المطر. يُذكر أنّ البرق الذي يبرق من ناحية القِبلة، يعني يقيناً أن مطراً سيهطل. بَرق القِبلة يُسمَّى (القِبْلي). النشيد الذي قدّمه الفنان بهاء الدين عبدالرحمن أبوشلّة في تمجيد ثورة مايو 1969م اليسارية تقول كلماته (القِبلي شال يا مُنكرين). يتميّز مطر كلّ عينة بمواصفات خاصة به، من رهمة إلى ديمة إلى وابل إلى عهد إلى آخره. من شكشاكة أى (رشَّة) إلى (مطرة ليها شعفوفة). البرق الذي يبرق من ناحية القِبلة يُسمَّى أيضا (برق عبَّادي). نقيض البرق (القِبلي) أو (العبَّادي) يوجد (برق المكادة) أي برق الحبشة. وهو برق لا يعقبه مطر. أى برق خُلَّب. الحمار العنيد الذي لا يطاوع يُسمّى (الحمار المكادي). الثوُم يُسمّى (بصل المكادة) أي بصل الأحباش. هذا ويعكف أحد الباحثين السودانيين على دراسة تغيير قد طرأ على نظام العِينات. ذلك يعني أن الإحتباس الحراري، أو ربما القطع العشوائي للغابات، قد أخلَّ بمنظومة الأرصاد الجويّ التقليدي في السودان. أي أخلَّ بنظام العِينات، الذي ظل يُتَّبع لعشرات القرون، حيث تتمّ قراءة منازل المطر (العِينات) بواسطة قراءة النجوم. ربّما يكشف المستقبل القريب عن تغيير جزئي أو كلِّي في منازل المطر التقليدية (العِينات). ذلك يفترض توفير خارطة طريق جديدة للأمطار، وقراءة علمية صحيحة جديدة لمنازل المطر الجديدة، أو التعديلات التي طرأت على منازل المطر التقليدية. وذلك على خلفية التغيُّرات المناخية التي يشهدها العالم. هل لنظام العِينات موقع في برنامج (النهضة الزراعية)، أم أنه في تلك (النهضة) لا محلّ له من الإعراب. هل تعلم (النهضة الزراعية) عن دور العِينات في الزراعة والرعي، أم أنها متأسفة ليست من أهل ذلك!. لا أحد يعلمُ إن كان سيحدث (سونامي) في نظام العِينات، مثلما حدث في المحيطات. ينبغي تقديم رصد دقيق لمتغيِّرات نظام العِينات، وإبلاغها لمن تعنيهم، لمجتمعات المراعي في البادية ومجتمعات الزراعة المطرية. ذلك ضروري في قطر تنتشر فيه البوادي، ومعظم زراعته مطرية وليست مَرويَّة. قد تكون التعديلات التي تطرأ على نظام العِينات بالنسبة لبعض المناطق، مؤشراً على تحوُّل تلك المناطق من مناطق خصيبة إلى صحارى. خارطة الطريق الجديدة للأمطار، قد تنسخ نظام العِينات التقليدي جزئياً. لذلك يجب أن يكون (الراعي) و (المزارع المطري) في الصورة. إذ ليس من المعقول أن يتجوَّل الرُّعاة والمزارعون في كسلا، وهم يحملون في ذهنهم خريطة سنار!.