عندما كانت طفلة بدأت بحياكة شال أحلامها على مسمارين لأنها لم تكن تملك المال لشراء سنارتين. كانت دائمًا تختار الخيوط الزاهية التي كانت تجمعها من الكنزات العتيقة، تغسلها وتعقد خيطانها وتلفها على أصابعها مثل كرة صغيرة. كان الشال يطول مع تقدم العمر... صار أطول من انتظارها لفارس أحلامها الذي تحيكه من أجله. في الغرزة الأخيرة قبل أن ينطفئ الغبش في عينيها لمحت من خلال جفونها المتورمة وأهدابها الرطبة فارسًا يشبه دون كيشوت يعتمر طاسة الحلاقة ويمتطي فرسًا دامع النظرات واهن الخطوات علقت حوافره بشالها وكرت خيطانه من أول غرزة إلى أن انتهى إليها. انقطعت خيوط الشال.. سقطت يداها إلى حضنها وغابت.