منبر السلام العادل عندما خرج على الناس بفكره الثاقب وخطِّه القوي الواضح ووقتها اتفاقية نيفاشا في بداياتها تقوم على ألغام وخوازيق ومسار لم يستوعبه عامة الناس وأهل الحكم، ولم يتبين من يفاوض أبعاد مشروع الحركة الشعيبة ومراميها وأهدافها.. والمتربصون بوطننا شراً خطَّطوا للحركة الشعبية مشروعها المبني على أجندتهم التي يسعون لتنفيذها، كان المنبر وقتها ينبه على المخاطر القادمة ويبصِّر الناس وأهل الحكم بنوايا الحركة الشعبية وقياداتها فما وجد من القوى السياسية والأحزاب والتائهين الغافلين إلا هجوماً وشتماً وسبابًا، ووُصف المنبر والقائمون بأمره ونُعتوا بأسوأ الأوصاف وتخصَّص البعضُ في الحرب عليه من خلال صحفهم ومنتدياتهم. ولا يزال بعضُ التائهين الغافلين لم يفهموا وقد أصبحت الحركة الشعبية لها دولة ووطن ولها جيش يتربّص بالحدود ويتأبّط شراً. لم يكن أهل المنبر عند تأسيسه يفكرون أن يكون المنبر حزباً بل كان الهدف والغاية أن يمارس العمل السياسي كمنبر حُر يجد كل من يؤمن بفكره متسعًا ليطرح فكره ورؤيته. ولكن عندما طُرح قانون تسجيل الأحزاب فُرض على المنبر لكي يمارس العمل السياسي من منبره أن يسجل كحزب ويلتزم بقانون الأحزاب أو أن يصبح منظمة خيرية تطوعية مكانها منظمة العمل الإنساني تتبع للوزارة المختصة. وهكذا أصبح المنبر حزباً ولم يكن للبعض منا في الماضي نصيب من تحزُّب. وعندما فُرض على أهل المنبر ذلك جاءت الأغلبية الصامتة تشدُّ من أزر المنبر وتقف سنداً له وتنخرط في مؤسساته بقناعة وإيمان بأهدافه وتمسكاً بخطه القوي الواضح.. وهكذاخرج الحزب للملأ يقوم على قاعدة عريضة وتأييد حتى من الذين كانوا يحاربونه في بداية مشواره. وعندما أصبح للمنبر مؤسسات.. ونظام أساسي وأصبحت له أمانات ومحليات داخل العاصمة وأفرع في جميع الولايات يديرها شباب جاءوا للمنبر بقناعة وفهم لأهدافه وخطه كان لابد من النزول إلى الأغلبية الصامتة والنظر في احتياجاتها وهمومها والوصول إليها في مواقعها وهكذا بدأت انطلاقة الحزب بتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين إليها في برنامج أسبوعي تحت مسمى: «اليوم الصحي المفتوح المجاني» ويغطي البرنامج معظم مناطق العاصمة وبعض الولايات بهدف تنفيذ خمسة وثلاثين أسبوعًا على امتداد هذا العام ويشارك في البرنامج مؤسسات خيرية ومنظمات تطوعية بكوادرها وإمكاناتها ومن تلك المؤسسات «مؤسسة العشم الخيرية ومنظمة ساعون للبصريات». اليوم يمكننا القول إن اليوم الصحي المفتوح الذي يقام أسبوعياً أصبح يومًا ينتظره الناس ويترقبون الإعلان عنه لمعرفة مكان إقامته. إنهم الأغلبية الصامتة.. إنهم المحتاجون حقاً للخدمات الطبية.. إنهم السواد الأعظم الذي لا يملك قيمة كشف الطبيب ولا يملك تكلفة فاتورة الدواء، وهكذا وصل إليهم منبر السلام العادل في مواقعهم وأماكن سكنهم وأصبح التدافع للوصول إلى الخدمات المجانية التي يقدِّمها اليوم الصحي المفتوح أصبح ملحوظًا وأصبحت أعداد زُوّاره تزداد أسبوعًا بعد أسبوع. إن منبر السلام العادل بهذه الخطوة الإنسانية الرائدة وبهذا العمل والخدمة التي يقدِّمها لقواعده وللناس عامة يفتح المجال لجميع المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال الخدمات الطبية ولجميع الأطباء الذين يرغبون في المشاركة في هذا العمل الإنساني العظيم الاتصال بدار منبر السلام العادل لتقديم المشاركة أو المساهمة أياً كان شكلها. ولم يقف المنبر عند ذلك بل طرق مجالاً آخر في مجال التعليم يتمثل في برنامج مراجعات مواد الشهادة الثانوية للطلاب الممتحَنين بمشاركة أساتذة أجلاء تطوّعوا لتنفيذ البرنامج إيماناً منهم بحاجة الطلاب لهذه المراجعات قبل بداية الامتحانات. إن العمل الذي تقوم به أمانات الحزب خدمةً للمواطن تجد التقدير الكبير من الناس وتفتح المجال لكل من يرغب في المساهمة في هذا العمل الكبير وهكذا يصبح حزب منبر السلام العادل في خدمة الأغلبية الصامتة.