الرحمة والمغفرة للفقد الجلل العظيم والعزاء لذويهم وأصدقائهم تركوا جراحًا عميقة يالتني لم أعرفهم ولكن هذا هو حال الدنيا الذين رحلوا بالأمس عن دنيانا الفانية رجال عُرفوا بالخلق الحسن والتسامح والعمل والإقدام على فعل الخير ونشروا المحبة بين الناس عليهم رحمة الله، الفقيد الراحل الشاب الصحفي «مراسل الإنتباهة» المقيم اللهم تقبله في جنات الفردس.. رحل مهدي سعيد عنا نسأل الله له الرحمة والمغفرة يارب ارحمه رحمةً واسعة و تقبله في عليين وأدخله فسيح جناتك مع الشهداء والأبرار في عليين، حسبنا الله ونعم الوكيل.. الراحل لأول مرة التقينا وعرفت مهدي فيها كان ذلك في العام 2001م جمعتنا الدورة القومية لمراسلي الصحف القومية التي أقامها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بأرض المعسكرات سوبا وكان صديقي الراحل بيننا صاحب خلق عظيم وإنسانًا بشوشًا ولطيفًا ترى أثر السجود على جبهته وبتواضعه الجم وعلمه وبصبره يجلس ويلتف حوله الزملاء يتوسط إخوانه الصحفيين ويتبادل أطراف الحديث مع الزملاء عن هموم الصحافة ومنذ ذلك الوقت ظلت تربطني به علاقة طيبة وتواصل مع الأصدقاء، ترك جرحًا عميقًا فقدناه وفقده الوطن بحسه الوطني صاحب الأخلاق الفاضلة، وقبل أعوام مضت التقيته مرة ثانية إن لم تكن المرة الثالثة في القضارف موطن الراحل، جلسنا سويًا كنا نتفاكر وبسمته المعهودة عليه كانت تعلو وجهه الصبوح الضاحك، وكان يسألني من حين لآخر عن الزملاء ويتذكر أصدقاءه جيدًا وكما حمّلني كثيرًا لهم السلام أينما وجدتهم عليه الرحمة، لا أنسى استضافته وكرمه الفياض كما تناولنا معًا بدعوة منه وجبة الإفطار وما زلت أتخيل بسمته العريضة وهو يودعني وكنت قد دعوته لرحلة للبحر ولم تتم حتى وافته المنية، وأشهد الله كنت أحس قبل أن أعلم إحساسًا غريبًا في تلك الليلة لم أنم طوال الليل حتى عرفت الخبر المفجع «خبر رحيل الزميل مهدى سعيد» الذي انتقل إلى جوار ربه اللهم ارحمه واغفر له وتقبله في جنات الخلد.