استميحك عذراً أن استعير عمودك الناجح «نمريات» للكتابة في حق الأستاذة الراحلة عفاف بخاري بالأمس القريب نعى الناعي الأستاذة عفاف بخاري بعد صراع طويل مع المرض، تلك الانسانة النبيلة، فالموت سبيل الاولين والآخرين، بل لا نستطيع ان نزكي على الله أحداً. ٭ لقد التحقت الأستاذة عفاف بخاري بالعمل بصحيفة «الصحافة» في حقبة الثمانينيات، وهو أول عهد لها بالعمل الصحفي. لقد تولت العمل بقسم التحقيقات في همة ونشاط لا تحدهما حدود. وأذكر من زميلاتها بالصحيفة كل من الأستاذة زينب أزرق والأستاذة بثينة عبد الرحمن، ثم الأستاذة عطيات عبد الرحيم، وعدد من المتدربات بالقسم، لقد كانت بيئة العمل وقتها تسودها روح المحبة والإخاء الصادق، وفي هذا الزخم كانت الأستاذة الراحلة عفاف بخاري تعمل بجد واجتهاد وتشارك بعقل متفتح وذهن صافٍ في اختيار الموضوعات الجادة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين. ٭ ومن صفات الأستاذة عفاف عليها الرحمة والمغفرة أنها كانت تتحلى بتواضع لا مثيل له وأدب جم، فالبسمة لا تفارق ثغرها، وحريصة على دقة مواعيدها، بل والحق أقول فقد كانت تأتي للعمل في ساعة مبكرة جداً. وقد كسبت محبة كل العاملين بدار «الصحافة» واحترامهم، وهم يشهدون لها بالخلق الرفيع، بل فوق كل ذلك تتحلى بثقافة دينية رفيعة، وكثيراً ما كانت تستشهد في حديثها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بل عندما تكلف بعمل ما تصغي إليك بكل حواسها، وقد تنجز المهمة في زمن قياسي وجيز دون إبطاء. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حضور دائم وقلب مفتوح وعقل متفهم لطبيعة العمل الذي تؤديه. ٭ وبذلك وجدت القبول والمحبة عند الكثيرين الذين شاءت الأقدار أن تتعاون معهم. ٭ لقد كتب الله لها النجاح والتوفيق في كل خطواتها وفي شتى مناحي دروب الحياة. وقد أحبها الناس وأحبت الناس، الى أن جاء يوم رحيلها، فما أقصر رحلة الحياة. ٭ والعزاء موصول لزوجها الأستاذ علي عبد الكريم، والبركة في ذريتها.. اللهم تقبلها في أعلى عليين مع النبيين والشهداء والصديقين.. اللهم اكرم نزلها يا أكرم الأكرمين، وعوِّض شبابها الجنَّة. اللهم أنت ولي ذلك والقادر عليه. محمد عبد الحميد صحافي وكاتب من نمريات: رحم الله عفاف بخاري، فقد كانت عفيفة اللسان.. سيدة القبيلة وزينة نسائها.. أعطت وجادت مثل الغيث.. فيا ربِّي انزل الغيث على قبرها هطيلاً زائداً، واسكنها مع الصديقين جنَّات الفردوس.