كانت الهجرة قبل وقت ليس ببعيد حصرًا على أصحاب الكفاءات والتخصصات النادرة الذين يتم طلبهم من السودان بالاسم بواسطة الدول التي ارتبط اسمها الآن بالثراء، وقد كان السودانيون المهاجرون إليها هم من شادوا نهضتها وعمرانها بشهادة تلك الدول نفسها، بمعنى أن الاغتراب لم يكن بسبب البحث عن عمل لكسب لقمة عيش لم تتوفر بالداخل ومن ثم كانت أمنية البنات الزواج من «مغترب أو تاجر غرب»، وقد وثقن تلك الأمنية في اغانيهن، وكانت دول الخليج العربي هي وجهة كل من راودته نفسه بالهجرة. الآن اختلفت الفئات المهاجرة ودوافع الهجرة نفسها ليس في السودان وحده بل في كل دول العالم «التالت» بدليل أن السودان نفسه تشتكي أجهزته الرسمية والشعبية من الوجود الأجنبي الذي يحظى هذه الأيام بأكبر مساحات في الصحف المنددة بتهاون الأجهزة المعنية بضبطه فجلب معه ما جلب من مهددات أمنية وسياسية واجتماعية.. وحتى لا تصرخ دول المهجر خاصة الخليج العربي والشرق الأوسط ساخطة على المغتربين بها فقد عقد جهاز السودانيين العاملين بالخارج «الاجتماع التحضيري لأعمال الاجتماع التشاوري للافارقة بالمهجر في منطقة الخليج والشرق الأوسط» في الفترة من «28 1» مارس ببرج «كورنثيا» الذي أمّه جمعٌ من سفراء الاتحاد الافريقي ومدير عام الجوازات والهجرة اللواء آدم عطا المنان ورئيس المجلس الاعلى للجاليات السودانية وآخرون مختصون.. مفوض الاتحاد الإفريقي جيمي اديسا تحدث عن أهمية اللقاء كلقاء تحضيري لايجاد ملتقى تشاوري للافارقة في دول الخليج والشرق الأوسط، وقال انه لم يكن صدفة لكن للدور الكبير الذي يلعبه السودان ممثلاً في جهاز المغتربين وإدارة الهجرة في مسألة الهجرة، وكان انطباعه ايجابيًا عن لقاء الامس وتحدث عن افريقيا كقارة بها ملايين المهاجرين وتأثيرهم في دول المهجر ومن ثم كان لابد لهم من التنسيق مع ادارة الهجرة والمؤسسات المعنية.. أما الأمين العام لجهاز المغتربين الدكتور كرار التهامي فبيَّن أن الغرض من الاجتماع توحيد الرؤى حول برنامج الهجرة والشتات الافريقي لمقابلة استحقاقات الهجرة اقتصاديًا واجتماعيًا باعتبار أن افريقيا قارة ناهضة في اقتصادها وبيتها التي تمخضت عن الاتحاد الافريقي، وتمثل اكبر مركز لاستيعاب الهجرة على مستوى العالم.. وعن دول الخليج والشرق الأوسط قال ان الافارقة اتجهوا وخاصة السودانيين مبكرا واتفق معنا في مقدمة حديثنا ان السودانيين ساهموا في تأسيسها ونشأتها الأولى وكذلك في مجال التعليم وكانت لتلك الهجرات أثرها على الخليج. عمومًا نتمنى أن تقنن مسألة الهجرة ويكون المغتربون وجهًا مشرقًا للسودان ليعود المغترب أمنية كل فتاة، فبعد أن أساء بعضهم لبعضهم أصبحت الفتاة عندما يتقدم لها عريس وعندما يقال لها مغترب تلوي فمها وتقول : «بس» بكسر الباء وتسكين السين. * الملاريا في جبل أولياء انتشرت الملاريا بصورة وبائية في جبل اولياء وضواحيها حيث استقبل مركز صحي اللدية وحده أكثر من «300» حالة رغم أن الملاريا تكاد تكون من الأمراض البائدة ولكن ماذا نفعل مع شبكات المياه البالية التي لم تحتمل مياه المحطات الجديدة والمندفعة بشدة ولم تجتهد أي جهة في تغيير تلك الشبكات رغم الوعود المتكررة.. الغريب أن ممثلين لقرى الجبل خاطبوا وحدة دحر الملاريا بالمحلية ولكن هناك طلبوا منهم تحفيز الفريق الذي سيزور المنطقة! أترك التعليق للقارئ الكريم.