توجد في العاصمة السورية دمشق وأريافها قبور ومقامات ومدافن عدد كبير من الصحابة والأولياء والعظماء وآل البيت. وتحوَّلت تلك المدافن والمقامات والمدافن، ولا سيَّما قبور آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى مزارات يزورها الآلاف يومياً في قرية (راوية). بالقرب من دمشق يوجد مقام السَّيدة زينب رضى الله عنها بنت سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. السيدة رقية رضى الله عنها بنت سيدنا عليَ بن أبي طالب، يقع ضريحها داخل باب (الفراديس) في (حيّ العمارة) العريق. السيدة سكينة بنت الحسين بن عليّ رضى الله عنها يوجد مقامها في مقبرة (الباب الصغير) بدمشق. أم المؤمنين السيدة (أم حبيبة) رملة بنت أبي سفيان رضى الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيقة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، يوجد مقامها في مقبرة (الباب الصغير) بالعاصمة دمشق. ومن الخلفاء الأمويين الذين دفِنوا في دمشق وأريافها سيدنا معاوية بن أبي سفيان الصحابي وكاتب الوحي ومؤسِّس الدولة الأموية، وقبره في مقبرة (الباب الصغير). ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم المدفونين في سوريا سيف الله خالد بن الوليد وأمين الأمة أبي عبيدة بن الجراح. كما توجد في (الباب الصغير) في دمشق قبور الخلفاء الأمويين مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك. وفي دمشق توجد مدافن العديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قبر الصحابي الجليل والقائد العظيم وحِبّ رسول الله (ص) سيدنا أسامة بن زيد الذي يوجد قبره في (حيّ المزَّة) بدمشق. كما يوجد قبر سيدنا أبو الدرداء الخزرجي الأنصاري في مقبرة سيدي صهيب الرومي في (حيّ الميدان) الدمشقي العريق. كذلك يوجد قبر سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري في حيّ (باب السريحة) في جامعة الثابتية. كما دفِن في دمشق طبقات من كبار العلماء والفقهاء مثل أبي القاسم (إبن عساكر) المدفون في مقبرة (الباب الصغير). أما في شرق (الباب الصغير) فقد دفِن المعلم الثاني والفيلسوف الكبير أبي نصر الفارابي الذي صلَّى عليه يوم وفاته القائد العظيم سيف الدولة الحمداني. كذلك دفِن في دمشق شيخ الإسلام العلامة (إبن تيمية) الذي ترك (367) مؤلفاً في الفقه والكلام وتلميذه ابن قيِّم الجوزية. ومن المؤرخين والعلماء الذين دفِنوا في دمشق وأريافها (إبن الجوزي) و(العماد الأصفهاني) و(ابن خِلِّكان) و(السّبكي). كما تتضمن دمشق قبور عدد كبير من السلاطين والأمراء السلاجقة والأيوبيين، أبرزهم الأمير معين الدين الذي صدَّ الصليبيِّين عن دمشق، والسلطان نور الدين محمود بن زنكي وقبره في مدرسة نور الدين، والسلطان الملك صلاح الدين الأيوبي محرِّر القدس وهازم الصليبيين وقبره في المدرسة العزيزية بدمشق شمال المسجد الأموي الكبير. ودفِن في دمشق الملك العادل وقبره في المدرسة العادلية، والملك الظاهر بيبرس هازم المغول وقبره في المدرسة الظاهريَّة وإلى جانبه دفن ابنه الملك (السعيد)، أما السلطان الناصر فرج بن برقوق فقد دفن في مقبرة (الباب الصغير)، والسلطان وحيد الدين بن عبد المجيد العثماني دفن في حديقة (التكيَّة) السليمانية بدمشق، وغيرهم من عظماء قادة الإسلام. وعليكِي عيني يادمشقُ... فمنكِ ينهمرُ الصَّبَاحُ!