ويتواصل مسلسل تهديد أمن الشمال وأعني به سودان ما بعد الانفصال وتُوقع محكمة بأمبدة عقوبات رادعة على ثمانية من (النيقرز) المنتمين لدولة جنوب السودان وليس ذلك ما دعاني للكتابة وإنما دفعني ما وراء الخبر فقد اعترف هؤلاء بأنهم تنظيم يخضع لقيادة ولوائح وتنظيم وقوانين ولديهم رئيس ونائبه وكلمة سر وقد قاموا باقتلاع عين سيدة عند هجومهم على عصابة منافسة لهم في مناسبة زواج بمنطقة الراشدين شرقي أمبدة!! الأغرب أن نفس عدد الجمعة (أمس) من صحيفة (الأهرام اليوم) حمل خبراً آخر عن قيام عصابة من النيقرز في إطار قيامهم بحملة للتجنيد القسري لأبناء منطقتهم بإصابة شخصين بالرصاص في منطقة أخرى هي الجريف غرب ووفقاً للشرطة فإن المجموعة المعتدية كانت قد حوكمت في قضية أخرى بأحكام متفاوتة بالسجن ولستُ أدري لماذا يُسجن هؤلاء بدلاً من أن يرحَّلوا إلى بلادهم؟ التحريات أفادت بأن الشرطة قبضت على «14» فرداً من العصابة التي قال أفرادها إنها (مجموعة نظامية تتبع لقائد جنوبي وإنها مكلفة بالقبض على أبناء منطقتهم لتجنيدهم)!! هل تذكرون الخبر الذي أوردناه من قبل حول الصراع المسلح بين اثنيات جنوبية في قلب الخرطوم والذي استُخدم فيه الكلاشنكوف؟! صدِّقوني إن ما تقبض عليه الشرطة لا يشكِّل معشار ما يتم في الخفاء تحت جنح الظلام ويكفي الإشارة إلى أن المجموعة المقبوض عليها في منطقة الجريف غرب اعترفت بتبعيتها لقائد جنوبي فكم هم القواد الجنوبيون وكم هي المجموعات المنظمة الأخرى التي تجنِّد الشباب الجنوبي بالقوة ولماذا يُجنَّد هؤلاء الأجانب المسلحون؟! أطرح السؤال على خلفية أن الحركة الشعبية تخوض حرباً أعلنت عنها على رؤوس الأشهاد وما يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور يكشف ما هو معلوم من مخطط قديم متجدِّد ومشروع قديم متجدِّد جعل الحركة تُصِرّ على الاحتفاظ باسمها (تحرير السودان) فهي لا تزال تصر على تحرير بلادنا منا حتى بعد أن غادرتنا وهل ما حدث في (بحيرة الأبْيَض) مؤخراً والذي شنّه الجيش الشعبي يحتاج إلى شرح وتفسير وهل استمرار تبعية اللواءين التاسع والعاشر المؤتمرَين بأمر الجيش الشعبي والمنقادَين لقيادته بل هل العلاقة القديمة بين عقار الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحركة الشعبية حتى قيام الانفصال وفراره إلى جوبا بعد تحرير الدمازين وقيام الجبهة الثورية في مدينة ياي.. هل كل ذلك إلا دليل دامغ ما كنا نحتاج إلى تكرار إيراده لولا أن الغفلة التي تهيمن على قومنا تضطرنا إلى الطرق المستمر لعلّ وعسى أن نحيي الموتى!! أوقن أن الشرطة تحتاج إلى الكثير لكي تحيط بالأخطار المحدقة ببلادنا خاصة من تلقاء الوجود الأجنبي الكثيف الذي شهد شاهد الشرطة أنه يتجاوز الأربعة ملايين نسمة لكن القنابل الموقوتة المتمثلة في الوجود الجنوبي المسلح هي الأخطر لو كان قومي يعلمون!! تنويه أنوّه لقرائي الكرام أني قد اضطررتُ لأسباب فنية قد لا تفوت على فطنة القارئ إلى استبدال الإيميل القديم بآخر جديد تجدونه أسفل هذا المقال.