ومرة أخرى تُضبط عربة محمَّلة بالأسلحة في طريقها إلى الخرطوم على عربة دفّار وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين يكون مصدر الأسلحة المهرَّبة جنوب كردفان (منطقة الضلمّة) عبر كوستي التي ضُبطت فيها الشحنة ولكن من يقنع مفاوضينا المرابطين في ذلك الفندق الفاخر في أديس أبابا ومن يخبرهم ومن يؤزُّهم أزّاً أن ذلك الإصرار العجيب على ملء الخرطوم بالسلاح هو جزء من مخطَّط كبير وخطير تقع في أحشائه اتفاقية الحريات الأربع التي وقّعوها بأسهل مما يوقِّع صاحب مال شيكاً بمائة جنيه!! بُحّ صوتُنا (وكوركنا) مراراً وتكراراً (عوك) أيها الغافلون وبينّا ما تئنُّ به الخرطوم من أسلحة كُشف منها القليل وخبِّئ الكثير في انتظار لحظة الصفر التي ستنطلق منها الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة لتفجير العاصمة وإشعالها وبالرغم من ذلك تتحدَّث عصافير الخريف من أولاد نيفاشا حسب وصف القيادي المسيري الفريق مهدي بابو نمر يتحدثون عن ما سمَّوه (بقضايا المواطنة) التي أصبحوا يستخدمونها كعبارة بديلة لاتفاقية الحريات الأربع التي وقَّعوها بدون أن يطرف لهم جفن!! يتحدثون بعد أن وقَّعوا على اتفاقية الاختراق الكبير المسمّاة بالحريات الأربع بالرغم من أن ما يُكتشف من سلاح أقل من عُشر مِعشار ما يُفلح الأوباش في تهريبه وإدخاله إلى العاصمة!! هذه المرة للتمويه هُرِّب السلاح وأُخفي من خلال تحميل العربة بثلاثين خروفًا بجانب رملة داخل أرضية العربة بارتفاع 14 سم، وفي المرة السابقة قبل نحو أسبوعين وُضع السلاح داخل تنك الوقود وكان مخفياً ببراعة لولا يقظة بعض ضباط الشرطة فالتحية هذه المرة لمدير شرطة ولاية النيل الأبيض بالإنابة العميد شرطة الطريفي إدريس والمقدم يوسف إبراهيم عبد الفراج الذي تابع العربة منذ تحركها من ولاية جنوب كردفان حتى كوستي. أيها الناس.. لقد والله كتبنا كثيراً عن ضبط السلاح لدى خلايا نائمة من أبناء الجنوب في قلب الخرطوم بل إن السلاح لعلع في شوارع الخرطوم (عديل) في صراعات مسلحة بين اثنيات جنوبية متناحرة قبل أن تضع الشرطة يدها عليه بعد احتدام المعارك وقلنا إن غزو أم درمان من قِبل عصابات خليل إبراهيم كان مُفترضاً أن يُسند من قِبَل خلايا نائمة لولا أنَّ الله الكريم أحبط ذلك المخطَّط اللئيم بل تحدَّثنا عن سلاح كثيف خُزِّن خلال فترة وجود القوات المشتركة التابعة للحركة الشعبية والجيش الشعبي إبّان الفترة الانتقالية التي دشَّنتها اتفاقية نيفاشا الملعونة وإن مخطَّط عرمان وعقار والحلو لا يزال على أشده. هل تذكرون تصريحات ذلك المغرور المنتفخ الأوداج مالك عقار عندما صرَّح مراراً وتكراراً (إننا سننقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري) هل تذكرون كيف احتفل طلاب كلية الشرطة الجنوبيون باحتلال هجليج وهل تذكرون كيف قام بعض (الظرفاء) السُّذَّج من الصحفيين بالدفاع عنهم طالبين الإبقاء عليهم وعدم معاقبتهم على استفزازهم لنا وهم يعضّون اليد التي أطعمتهم بينما كانت وزارة الداخلية تُصرُّ على تدريبهم حتى يفتكوا بنا و(يُحرِّروا) أرضَنا منا في الوقت المناسب؟! ألم يُسمُّوا ولا يزالون حركتهم حتى بعد الانفصال بالحركة الشعبية لتحرير السودان؟! ألم يقل باقانهم قبل ثلاثة أسابيع إنَّهم لن يتخلَّوا عن جنوب كردفان والنيل الأزرق؟! ألم يقل إن مشروعهم (لتحرير) السودان ماضٍ ولن ينتهي بالانفصال؟! أليست الفرقتان التاسعة والعاشرة التابعتان للجيش الشعبي.. لا تزالان قابعتين في الولايتين المذكورتين تقاتلان وتحتلان ترابنا بمؤازرة الجيش الشعبي الرابض خلف الحدود في كفر دبي وحفرة النحاس و غيرهما؟! ألا يحتلون حتى اليوم كاودا وعدداً من محليات جنوب كردفان؟! ألم يحتلوا ولا يزالون سماحة؟! ألم يضربوا تلودي عدة مرات؟! ألم يقتلوا عدداً من قيادات أبناء النوبة؟؟ أيها الناس.. أيها المُستهدَفون في دُوركم وأمنكم.. يا من لا تزالون تنامون في العسل وكذلك يا من تتحرَّقون غضباً مما يجري من تفريط في أمنكم وأمن أطفالكم هل نسكت على ما يجري؟! يا رجال المؤتمر الوطني.. أسألكم بالله هل استطلعتم الشعب أو أي عينات عشوائية منه لتعرفوا رأيه؟! بالله عليكم ألم يسأل هؤلاء الغافلون أنفسَهم لماذا يهرَّب معظم السلاح المكتشف وغير المكتشف من جنوب كردفان والنيل الأزرق؟! لماذا يُصرُّون على إغراق العاصمة بالسلاح؟! لماذا لم تهرَّب قطعة سلاح واحدة من مصر مثلاً؟! هل نحتاج إلى إجابة وقد أعلنت الحركة الشعبية ودولة جنوب السودان وعملاؤها عرمان وعقار والحلو على رؤوس الأشهاد مخطَّطهم (لتحرير السودان)؟! وبالرغم من ذلك هناك من يتحدَّثون عن ضرورة التفاوض مع عرمان وقطاع الشمال وهم يعلمون يقيناً ما ينطوي عليه الرجل الذي يصرُّ على مناقشة جميع قضايا السودان بدلاً من قضية الولايتين المأزومتين اللتين لا علاقة له بهما من قريب أو بعيد؟! وكذلك يتحدث أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني عن أن الحزب يدرس مقترح الوسيط أمبيكي لتقسيم أبيي الأمر الذي يُعطي إشارة لباقان ليزداد تعنتاً على تعنته أما الحركة فلا يمكن أن تتحدث عن أية إمكانية للتنازل.. مافي فايدة يا مهدي بابو نمر فعصافير الخريف لايزالون يعبثون!! نطلب من إخواننا العلماء أن يهيِّئوا منابرهم للزئير من جديد فوالله لن نسكت على حرياتهم الأربع وسنزلزل الأرض تحت أقدام المرتجفين المذعورين ونقول لشعبنا الكريم استعدوا لمقاومة الحريات الأربع وإجهاضها.. أما المجلس الوطني أما برلمان الشعب فقد رضي لنفسه الهوان فماذا نفعل غير أن نشكوه إلى الله على تفريطه في واجبه؟!