راحيل إبراهيم - تصوير: محمد الفاتح مع قرع الجرس بمدرسة العزبة بنين بمحلية بحري يوم أمس بحضور والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، بدأت مرحلة جديدة ل «117254» تلميذاً وتلميذة هم الذين بدأوا أولى جلسات امتحانات شهادة الأساس بولاية الخرطوم بالإضافة لبعض المراكز خارج السودان، كتبوا أسماءهم وأرقام الجلوس أعلى ورقة الامتحان ببداية أولى خطوات الرسم على خريطة المستقبل كما تخيل كل منهم، وكانت كل البيوت السودانية قد رفعت حالة التأهب القصوى قبل أيام عديدة استعداداً للحدث، وعاشت الأمهات أياماً من الشدائد وضغط الأعصاب وهي تنظم وترتب للابن الممتحن، وقد شهدت شوارع الولاية يوم أمس تدافعاً من أولي الأمور بكل أرجائها مصطحبين أبناءهم للمراكز يتلون عليهم الإرشادات متتالية، يكسو وجوههم القلق أكثر من الممتحنين أنفسهم، واحتشدت الأسر بالبوابات الرئيسية لمراكز الامتحان، وظل بعض أفرادها مرابطاً طوال فترة الجلسة الأولى وحتى خروج أبنائهم، وبلا شك فإن حالة التوتر هذه ستستمر طوال فترة الامتحان، بل وستظل لحين ظهور النتيجة، وكان التلاميذ قد جلسوا للإجابة على ورقة القرآن الكريم والتجويد، والتربية المسيحية للطلاب المسيحيين، وفي الوقت الذي طمأن فيه المسؤولون الطلاب إلى أن الامتحانات لن تخرج عن المقرر في جولاتهم قبل الامتحان، جاء رضاء الطلاب عن أداء امتحان أمس تأكيداً لما قيل، وأبدت مجموعة كبيرة منهم ارتياحها التام للأسئلة التي جاءت مباشرة دون تعقيد، بينما وصف البعض الآخر الامتحان بفوق الوسط دون صعوبة تذكر. وفي ذات الأثناء ذكر كبار المراقبين ومشرفو المراكز أن الامتحان قد جرى بصورة جيدة، فقد بدأ من الساعة التاسعة صباحاً وانتهى عند العاشرة والنصف. وكان كل مركز يؤدي الامتحان ب «20» مراقباً وكبير مراقبين ومساعده، بالإضافة لعدد من العمال لخدمة المراقبين والطلاب أثناء أداء الامتحان من تقديم الماء وغيره، وعدد من أفراد الشرطة لتأمين الامتحان منذ استلامه من مكتب التعليم وحتى توزيعه بالحجرات ومن ثم إعادته، وقد أكد المراقبون أن الامتحان قد جرى في جو يسوده الهدوء والطمأنينة دون إزعاج أو اضطراب يذكر، وأن الطلاب سارعوا إلى الخروج بعد مضي نصف الزمن، وهذا يدلل على أن الامتحان كان سهلاً، ولم تشهد ولاية الخرطوم عامة أية حالة من حالات الشغب الفوضوي أو الغياب المنظم للطلاب، أو الغش الواضح. وسار اليوم برضاء تام من جميع الأوساط المعلمين والأسر والطلاب، وعلى مستوى الطلاب المعاقين الذين جهزت لهم المراكز كل حسب إعاقته. الجدير بالذكر أن الامتحان على نظام فترة واحدة في اليوم، مما يخلق فرصة جيدة للطلاب من أجل التركيز على مادة واحدة فقط، واليوم يستعد الطلاب لأداء مادة «العلم في حياتنا» حسب الجدول الخاص بإجراء الامتحانات، ومع هذا التفاؤل والرضاء بين الممتحنين أبدى بعضهم تخوفهم من مادتي اللغة الانجليزية والرياضيات.