** تمر الكرة السعودية هذه الأيام بأكبر نكسة في تاريخها القديم والجديد.. إذ تلقى المنتخب خسائر فادحة من منتخبات كان يكسبها بسهولة في الداخل والخارج وخرج من التصفيات العالمية والأولمبية بنتائج وخيمة، ولكن النكسة جاءت في قرار أمير الشباب سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد ولكل ماذكرنا عدة مرات وذكر كثيرون أن هذا الشبل من ذلك الأسد وهو والده الأمير الراحل صاحب البصمة الكبرى فى نهضة الكرة السعودية والعربية وبرحيله عام ثمانية وتسعين رحلت الكرة السعودية والعربية. ** أرى أنني صاحب حق في إبداء الرأي حول الأزمة الأخيرة للكرة السعودية باعتباري أحد المشاركين في وسطها وأهلها من خلال فترة عملي وإقامتي في هذا البلد العزيز المقدس منذ منتصف السبعينيات وعشت معهم الآلام والإخفاقات والهزائم الكبيرة ثم عشت معهم بدار النهضة والتعاقد مع المحترفين وأشهر المدربين وتشييد أعظم بنيات تحتية للرياضة في كل مدينة وإمارة ومنطقة ومحافظة في السعودية ثم عشت معهم في جني الثمار والمحصول في بطولات انهالت وانهمرت على المنتخب وفرق الأندية على المستويات الآسيوية والأولمبية والدولية والإقليمية فكانت ألقاب بطل آسيا ثلاث مرات وتمثيل القارة في النهائيات الأولمبية أربع مرات ومثلها تمثيل القارة في النهائيات المونديالية منذ العام أربعة وتسعين وثمانية وتسعين وألفين وألفين وستة ثم انهارت وانهالت الإخفاقات وهاهو المنتخب السعودي يخرج خالي الوفاض بل بهزائم كبيرة أدت لأن يتقدم رئيس الاتحاد السعودي باستقالته قبل يومين وكان سلفه الأمير سلطان بن فهد قد فعل الأمر نفسه قبل سنوات قليلة. ** لست متشائمًا من عودة الكرة السعودية لتاريخها الحافل كما أنني متشائم من عودة الكرة السودانية لتاريخها الحافل وذلك لأن في السعودية إمكانات مادية وبشرية وتنظيم علمي وملاعب وفرق في كافة المراحل لكل الأندية والمنتخبات.. وكل هذا عندنا مفقود مفقود مفقود وفي السعودية موجود موجود موجود. نقطة... نقطة ** أدب الاستقالة أحد أبرز معالم الرغبة في التصحيح.. وقد استقال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وكلف أحد أبرز نجوم اللعبة وكابتن المنتخب في السبعينيات والإداري الأبرز بعد ذلك على مستوى ناديه أو الاتحاد ولجانه وهو الكابتن الدكتور أحمد عيد الحربي.. والمهمة صعبة وكبيرة ولكن الحارس العظيم صديق السودان والسودانيين أهل لها. ** لاول مرة منذ أربعين عامًا يتولى مسؤولية رئاسة اتحاد الكرة رياضي من غير الأمراء أفراد الأسرة المالكة والذين تولوا مسؤوليتها خلال الأربعين عامًا التي عشت فيها مع الرياضة السعودية وهم أصحاب السمو الأمراء خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الحالي، ثم أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد ونضيف سلطان بن فهد وأخيرًا الأمير نواف صاحب القرار الشجاع في أدب الاستقالة. ** للسعودية يد طوعى على الرياضيين العرب فقد شيدت الإستادات والملاعب ومقرات الاتحادات في معظم العواصم العربية وتولت مسؤولية الاتحادات الرياضية العربية كلها ولهذا من حقها على العرب الدعاء للنسور الخضر.