تنبأ جدنا الشيخ فرح ود تكتوك، بزمن يسافر فيه الناس بالبيوت، ويتحدثون بالسلوك، وقد صدقت نبوءته، فسافر الناس بالبواخر، والقطارات، والطائرات، حيث يتصرف فيها المسافر، وكأنه فى بيته تمامًا، فيأكل ويشرب ويغشى الحمام، ثم ينبطح فينام، خاصة من يسافر فى الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، حيث الرعاية والعناية. و«الأكسكيوز مي» ما تديك الدرب ، الكلام بالسلوك ايضًا تحقق، وعرف الناس الكلام به، منذ اختراع الخواجة «جراهام بل» للتلفون، فهو لم يكن يتخيل أن اختراعه هذا سوف يطور الى أن يكون فى يد أى بنى آدم سودانى على قيد الحياة، فى شكل داهية صغيرونى سموه الموبايل. لكثرة انتشار الموبايل وصغر حجمه، فقد سجل رقمًا قياسيًا في الضياع اما بالسرقة أو بالدروشة الطاقة الخلق دي. دا كلو كوم، والبنات الجوا الموبايل كوم تاني... كلامن كله أوامر وأخبار سيئة ومرات بكضبن.... تكون فى أمّس الحاجة لشخص، فتتصل به لترد عليك بحزم : الهاتف الذى طلبته مغلق، تعيد الأتصال فتؤكد لك الخبرية، والمرة دى بمساخة سودانية وزهج، أو كما يخيل لك... أحيانًا تقول لك بصوت غياظ «هذا الرقم غير موجود فى سجلاتنا»، ولأنك عكليتة، تحاول مرة أخرى، فيدخل الرقم وتسمع الجرس على الطرف الآخر فتطنطن مع نفسك والله كضابة كضب، نكرتيهو حطب؟... تانى شوفى البصدقك ! . الا أنك تضطر لتصديقها حينما تلقى فى وجهك بالخبرية المعتادة، «لن تتمكن من أجراء هذه المكالمة، عليك تسديد أشتراكك الشهرى..شكرًا»، لا حول ولا قوة الا بالله، سويتو لى الحساب ولد عديييل؟؟! أما قمة الحشرية فهى عندما تنبهك، «بقى لديك ثلاثمائة قرش،ستتمكن فقط من أجراء هذه المكالمة».عارف......انت بس اوعى تبقى قوالة وتكلمى الزول البهناك .! مرات تدخل بين البصلة وقشرتا «الهاتف الذى طلبته مشغولٌ الآن»، كمان بالتنوين ؟ أنا مغرود فى الزول دا .... ...أنت مالك؟؟!!