في الحلقة السابقة تطرقنا للزيادة غير المبررة لمنازل الصحفيين بمدينة الصفوة بأمدرمان وقلنا إن المبلغ أصبح خرافيًا مقارنة بأوضاع هذه الشريحة البسيطة، فلا يُعقل أن تكون هناك زيادة تصل لعشرة آلاف جنيه فقط لأن المنزل يزيد أربعين مترًا عن بعضها وأن الحظ حالف صاحبه في القرعة ليكون منزله على شارع رئيس، والغريب هنا في أمر هذا التوزيع المجحف للمال من قبل إدارة الصندوق أن المنازل التي تفتح جميعها على الشارع الرئيس تختلف قيمتها حتى وإن كانت جميعها «نواصي». إن صندوق الإسكان وبعد اجتماعات مارثونية مع قادة الاتحاد وافق على إعطاء الصحافيين مدنًا في أطراف أمدرمان ولكن هذا لا يعطي صندوق الإسكان الحق في إعلان زيادة على المبالغ المتفق عليها والتي هي أصلاً تفوق المبالغ التي سُلمت بها الدفعة الأولى من إسكان الصحفيين في الوادي الأخضر والحارة مائة إلى جانب أن مساحات منازل الدفعة الأولى جميعها تتساوى في مساحتها والتي تبلغ أربعمائة متر، وكانت هذه واحدة من الملاحظات التي وقف عليها عدد من الزملاء الذين تسلموا منازلهم في الصفوة الأسبوع الماضي إلى جانب ملاحظة انعدام الخدمات في هذه المدينة مما جعل الإحباط يتسرب إلى الكثيرين من الذين كانوا يعقدون العزم على الرحيل إلى ديارهم التي تسلموها وأكثر ما أحبط الزملاء هو عدم تسوية الطريق الرابط بين المدينة ومنازل البنك العقاري، فهذا الطريق وعلى الرغم من صغره إلا أنه يستهلك الكثير من الوقت للوصول للصفوة مما يشكل عقبة أساسية في إعمار هذه المدينة الصحفية. إن المجموعة التي تسلمت منازلها في الصفوة بصدد رفع مذكرة لمدير صندوق الإسكان وأخرى مثيلة لاتحاد الصحفيين ليعلنوا من خلالها رفضهم التام للزيادة غير المبررة وغير المنطقية التي أضيفت للمنازل وكذلك لمعرفة المعايير التي بموجبها تمت هذه الزيادة؟ ولمعرفة ميزة هذه القرعة التي أجريت في مباني الاتحاد طالما أن المنازل التي تزيد مساحة تزيد أموالها بصورة كبيرة جداً. وهذا ما جعل بعض الأسئلة المحيرة تدور في أذهان الكثيرين وهي ما فائدة القرعة وهناك زيادة في الأسعار للذين يحالفهم الحظ في منازلهم؟ ولماذا لم تعلن إدارة الصندوق قبل القرعة بأن هناك منازل كبيرة وأخرى صغيرة وكلاً بسعره؟ وما هي المعالجة للذين لا يملكون الأقساط الشهرية الكبيرة لأصحاب المنازل الكبيرة التي منحها لهم المولى عز وجل بواسطة القرعة خاصة وأن الجميع كان يضع مبلغًا محددًا للقسط الشهري وهو ما يتناسب مع دخله.