العشرات من الزملاء هاتفوا يسألون عن الجديد في منازل الصفوة بأمدرمان، والجديد هذا ينتظره الكثير من الزملاء من الأخ والي الخرطوم ووزارة التخطيط وصندوق الإسكان وأخيرًا ما ينتظرونه من اتحاد الصحافيين، الجميع ينتظر ليعرف الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر منازل الصحفيين بصورة كبيرة ومخيفة للكثير من الزملاء خاصة وأن الذين دفعوا المقدم وسحبوا القرعة بذلوا مجهودًا ضخمًا من أجل الحصول على هذا المبلغ الخرافي بالنسبة لهذه الشريحة البسيطة في دخلها ومالها، والكثيرون ينتظرون قرارًا من الأخ والي الخرطوم بعودة أسعار هذه البيوت إلى سعرها الرسمي الذي أُعلن قبل شهور من دفع المقدم وسحب القرعة وكُتب على لوحات الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، وأذكر حينها أن معظم الزملاء قرروا اختيار أقل فئة من تلك المنازل نسبة للأوضاع التي يعاني منها الصحفيون وقلة مرتباتهم وانعدامها أو تأخيرها في بعض المؤسسات الصحفية المنتشرة في ربوع السودان. إن الخطوة التي أقدم عليها اتحاد الصحافيين بتمليك منسوبيه منازل وإن كانت على أطراف الولاية أمرٌ يُحسب له ولكن كان يجب على الاتحاد مراعاة أوضاع عضويته وقادة الاتحاد منهم، ويعلمون ضعف دخل الصحفي في بلادي، ولذا فإن الكثير من الزملاء يحمِّلون الاتحاد مسؤولية هذا الارتفاع الكبير في أسعار المنازل ويطالبونه بالجلوس مع صندوق الإسكان والعمل على عودة الأسعار المعلنة سابقاً، مع العلم أن رئيس الاتحاد الدكتور تيتاوي أكد عدم علمهم بهذه الزيادة، وقال إنهم تفاجأوا بها كغيرهم من الصحفيين ولا علم لهم بها إلا عند سحب القرعة. والآن الكثير من الزملاء الذين تفاجأوا بهذه الزيادة ينتظرون قراراً صائبًا من الأخ الوالي لمعالجة هذه القضية قبل توقيع عقود هذه المنازل، خاصة وأنه لا توجد أسباب منطقية لهذه الزيادة الكبيرة التي أدهشت حتى مهندسو الموقع الذين لم يستطيعوا تبريرها لبعض الزملاء. إن الهمّ الأكبر كان عند بعض الزملاء هو كيفية توفير الخدمات للصفوة حتى قبل القرعة، ولكن الهمّ تحول بعد إجراء القرعة ودهشة الزملاء بالمبالغ الخرافية بالنسبة لهم وعلق أحدهم قائلاً «الناس ديل كان يخيرون قبل القرعة.. والله ما في واحد كان اختار بيت ناصية.. نجيب قروش من وين؟» نواصل...