بات من الواضح أن فشل أي مباحثات يجريها رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت سواء كانت مع الثوار المنشقين من الجيش الشعبي أو زعماء وقادة القبائل الكبرى التي تشهد توترات ونزاعات عسكرية في ولاية جونقلي بات يعقبه اغتيال أو تهديد بالاغتيال والتصفية، وذلك ما ظهر عقب تصفية قائد قوات الثوار الجنرال جورج أطور أواخر العام الماضي، فعقب آخر مباحثات بينه وبين سلفا كير فشل الطرفان في الاتفاق بشأنها والعودة للمباحاثات في وقت آخر. ولكن ما إن انفضّ الجميع إلا وقد أُصدر قرار من قبل سلفا كير حسب مصادر قضى بتصفية أطور.. ومؤخرًا بعد تصاعد حدة الصراع القبلي بولاية الوحدة وبعد مقتل أكثر من «3000» نتيجة الصراع القبلي بين قبيلتي اللونوير والمورلي والذي تصاعد بصورة كبيرة الأمر الذي جعل مجلس الأمن يدين العنف ويأمر حكومة الجنوب بحسم ذات الصراع الذي أودى بحياة الآلاف من القبلتين. دعوة مجلس الأمن جعلت حكومة الجنوب تجلس إلى طاولة المفاوضات مع القبيلتين في الآونة الأخيرة بعد مفاوضات لم تستمر أكثر من ساعة، وبعد احتدام النقاش بين الطرفين وعدم الوصول إلى اتفاق لحل الأزمة وسط تهديد وتوعُّد بالقتل لرئيس دولة الجنوب سلفا كير من قِبل قادة قبيلة لونوير حال إصرار الجيش الشعبي على نزع سلاح القبيلة بالقوة، وبالعودة إلى التهديد بالاغتيال والقتل لرئيس حكومة الجنوب فإنه لم يكن الأول، فقد توعّد الثوار من قبل بالانتقام عقب تصفية قائدهم جورج أطور وأكدوا أن ردهم على مقتل قائدهم سيكون قريباً. المفاوضات التي أُجريت بين حكومة الجنوب وزعماء القبيلتين شهدت رفضًا واسعًا بخصوص نزع السلاح عن القبيلتين الأمر الذي تم رفضه من قِبل القبيلتين وذلك ما أكده قائد الجيش الأبيض لأبناء لو نوير داك كويس خلال حديثه ل «الإنتباهة» قائلاً إنهم اجتمعوا مع القائد قديت وتم إبلاغه برفضنا لعملية نزع السلاح، وأضاف أن الحرب مستمرة ولن يضعوا سلاحهم دون القبائل الأخرى وتساءل مستنكرًا لماذا لا ينزعون السلاح من قبيلة ومليشيات الدينكا؟ والحرب مستمرة فنحن نملك قوة تقدر ب 70 ألف جندي. إن الصراع القبلي بدولة الجنوب التي لم يشتد عودها ظل يتصاعد مؤخرًا مما دعا أبناء النوير بالولايات المتحدةالأمريكية إلى دفع مذكرات لعدد من المنظمات الدولية منبهين على الأوضاع التي تمر بها قبيلتهم بالجنوب، وتزامن ذلك مع زيارة نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار من أبناء النوير حيث زار أمريكا، وقد مُنيت الزيارة بالفشل بعد أن عجز عن إقناع أبناء القبيلة بمد يد المساعدة لحكومة جوبا في قضايا نزع السلاح وغيرها من القضايا ولكن لم يجد الاستجابة من أبناء النوير المقيمين في أمريكا وهم يشكلون «85%» من أبناء الجنوب. الرفض من قبل القبيلتين في قضية نزع السلاح وجد استنكارًا ورفضًا واسعًا من القائد داك كويس الذي اعتبر أن مطلب حكومة الجنوب بنزع السلاح يعتبر خطرًا يهدِّد أي قبيلة إن تم نزع السلاح منها فبماذا ستدافع القبيلة في سبيل صد أي هجمات قد تتعرض لها، في وقت تشهد فيه تهديدًا من قبل القبائل الأخرى، وهذا أمرٌ رفضته أكثر من خمس محافظات بولاية جونقلي بعد مناوشات ونقاشات حادة تمت أمس بين حاكم جونقلي وقيادات بالجيش الشعبي حول عملية جمع السلاح من القبيلة. وتبقى سلسلة الصراعات القبلية التي تواجهها دولة الجنوب من بين أهم وأخطر القضايا التي تبدو معقدة خاصة أنها قد أسفرت عن مقتل الآلاف من أبناء القبيلتين مع سوء الأوضاع الإنسانية التي هي في تصاعد خاصة وأن أكثر من «3» ملايين نسمة يواجهون خطر المجاعة والإبادات الجماعية نتيجة هذه الصراعات بحسب تقرير نُشر في «سودان تريبيون» حذَّر من تفاقم الأزمة الإنسانية وصعوبة الحصول على الغذاء.