من أجل أمهات.. قست قلوب أبنائهنّ أخالف الجميع في الاحتفالات السنوية للأم فليس من المنطق أن يكون هنالك يوم واحد في السنة نحتفل فيه بالأمهات فنشتري لهنّ الهدايا ونسميه عيد الأم.. الحق إنهن لا يحتجن لهدايانا المادية بقدر احتياجهن لرؤية برهن ينعكس سعادة في وجوه الأبناء وعفوهنّ هالة من ضياء ينير طريق النجاح في حياتهم، لكني أتقبل احتفاء هذا اليوم من أجل أن الأبناء يجددون فيه طلب العفو والسماح منهنّ لكن لماذا لا نحتفل بالأم أسبوعياً وقية بن وشراب فنجان شاي من يدها، وإن تعذرت المسافات لنجعلها شهرية، وإلا فليكن الاحتفال في أي زمن متاح بلا ربطه بيوم 21 مارس لأن حقيقة اليوم أن سيدة أمريكية تدعى «آنا جارفز» أقامت احتفالاً من أجل أمها قلدها الناس حتى أصبح احتفالاً رسمياً ويجب عليّ الاعترف أن هذا اليوم «يبلل» الطريق الذي أصبح جافاً وعراً بسبب ظروف الحياة بين الأبناء والأمهات ولكني أحزن لأن هذا اليوم يجدد أحزان بعض الذين توفيت أمهاتهم ففي مثل هذا اليوم من كل عام أتذكر زميلتي فتحية التي اعتادت أن تكتب كلمات حزينة تفطر القلب وتجعلك تبكي من العنوان فقط، كلمات هي الأكثر إثارة للحزن على الإطلاق حسبما قرأت، وقد حمدت الله كثيرًا أمس الأول أنها لم تكن بصحبتي في عزاء والدة زميلنا المثنى، ودائماً ما كنت أخشى صحبتها لأي عزاء المتوفى فيه أم لأن فتحية كانت تبكي حد الانهيار، فأي أم متوفاة تمثل لها والدة، وأنا أقول لكل من صعدت روح والدته الطاهرة عنان السماء لا تبك طالما أن عطاءها العظيم لم يتوقف بالموت فهي تدخلك في زمرة الصالحين إذا دعوت لها بالمغفرة فالرسول عليه الصلاة والسلام قد قال: «ابن صالح يدعو له» فهنيئًا لكم بالصلاح.. آه لو يدري كل ابن عاق قاسي القلب تقطن والدته في دار العجزة أي ذنب قد اقترف وأي نعمة قد ركل.. آه لو يدري أن هنالك من يبكي ليل نهار فقد أمه، وآهات مؤلمة هي التي تعيشها الأمهات بالدار وبعد كل ما يحدث لم نسمع أن أمًا قد دعت على ابنها بالهلاك.. وتحضرني قصة إحداهن كانت تقطن بأحد أحياء بحري عندما توفي زوجها وترك لها ابنًا وحيدًا رفضت أن تتزوج ووهبت حياتها لتربيته سجلت لها بيتها وعندما تزوج خيّرته زوجته بين أن تختارها أو والدته.. فضلت الوالدة دار العجزة من أجل سعادة ولدها ولم تشتكِ أبدًا بل وكانت تسأل عنه بكلمات ممتزجة بدموع مؤلمة من أجل أنها تفتقده وكانت تدعو الله أن يكون بخير يا الله.. أي قلب هذا الذي تحمله الأمهات بين الضلوع؟! أحسبه من نور لذا فهو لن يتحطم أبداً.. مجموعة بالفيس بوك اجتمعت على خير واتخذت من «كلنا سوا» اسماً نفذوا مجموعة من الأعمال الخيرية نحدثكم عنها لاحقًا في ال«19» من مارس سيصنعون فرحة بدار السجانة إذا أردت أن تكرم أماً حية أو تهب صدقة لروح أمك الغالية فانضم إلينا، أحمل بيدك «صابونة معجون توب» إن لم تستطع الحضور للدار اتصل ب «قلوب رحيمة» بمقر الصحيفة واصنع فرحة من أجل أمهات قست قلوب أبنائهنّ.