ارتبط مدفع رمضان بالإفطار أيام زمان وقد كان يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متّبع في العديد من الدول الإسلامية قديمًا، بحيث يقوم جيش البلاد بإطلاق قزيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان، وبطقوسة التي اندثرت وفي طريقها للنسيان مع التطور والحداثة ومع زيادة الرقعة المكانية ومثلما بدأت تتناقص الإفطارات الجماعية تدريجيًا فإن المدفع أصبح جزءًا من ماضي الشهر الكريم وأجوائه القديمة، ففي الوقت الذي كان يعتمد فيه الصائمون عليه اعتماداً كليًا أصبحوا اليوم يكتفون بسماع أذان المغرب عبر شاشات التلفاز والإنصات إلى المساجد القريبة. كان مدفع رمضان يسمى في السودان قديمًا بمدفع الدلاقين والدلاقين مفردها دُلقان وهي قطعة القماش البالية وكانت إحدى مكونات وقود المدفع الرمضاني الذي كان موقعه في أم درمان في ميدان المدرسة الأهلية المتوسطة جنوب منزل السيد الأزهري. «مدفع الإفطار اضرب» و«مدفع الإمساك اضرب» بهذه الكلمات كان الصائمون بعد الغروب وقبل طلوع الفجر أيام الشهر يتناولون إفطارهم ويمسكون عن تناول السحور، وكان أول من بدأ عادة إطلاق المدفع هم المصريون في عهد محمد الكبير ثم نقلوها إلى بقية الدول الإسلامية، ويقال إنه كان في مصر قديمًا يسمى «الحاجة فاطمة» وهي زوجة والي مصر العثماني آنذاك ويدعى «خوشقدم» فكان جنوده في يوم من أيام رمضان يختبرون أحد المدافع والذي جاءه هدية وكان يتم اختباره وقت الغروب فظن الصائمون أنه تقليد جديد استخدمه السلطان لإبلاغهم بموعد الإفطار وعندما توقف ذهب الأعيان والعلماء لمقابلته لطلب استمراره فلم يجدوه والتقوا زوجته الحاجة فاطمة فنقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه فأطلق بعض الأهالي اسم الحاجة فاطمة على المدفع وأصبح يطلق مرتين كل يوم في رمضان