ü الدِّلق والدُّلقان والدَّلقُون جمعها دلاقين ودَلقَّن وهي الخرق البالية والهلاهيل والأسمال المهترئة.. وفي قاموس العامية للبروفيسور عون الشريف قال ذكر عاشور في المصطلحات الممالكية (الدلق رداء يتكون من عدة قطع من أقمشة مختلفة الألوان يشبه العباءة يرتديه المتصوفة والعلماء والقضاة.. وجاء مثل ذلك في (فوات الوفيات).. (وصبح الأعشى) وقد وردت (دلق) بنفس المعنى في النوبية.. ومن هنا جاء لقب الشيخ بدوي أبودليق المتصوف المشهور والذي تنتسب إليه قرية (أبودليق) شرق الخرطوم والدليقاب فرع من البطاحين.. ودلقو محس شمال دنقلا. وفي العربية الفصحى كل ما ندَّ خارجاً فقد (اندلق) كخروج السيف من غمده أو جفنه.. أو السيل من مجاريه.. أو خروج الاحشاء من البطن وفي الحديث (يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق أقتاب بطنه). والناقة اذا هرمت وسقطت أسنانها فهي دلوق.. أو دُلقاء.. وقد قلبنا في عاميتنا الهمزة نوناً فصارت دُلقان.. فاذا قيل لك إن فلاناً هذا دلقان أو دلق فيعني ذلك أنه لا خير فيه .. وحتى أن إدارة السجون تعمد الى ملابس السجناء المحكومين بالإعدام فتغمسها في ماء الملح لمدة من الزمن حتى تهتريء وتصبح (دلاقين) حتى لا يستخدمها السجناء في إيذاء أنفسهم أو في الهرب.. هذا قبل هرب قتلة غرانفيل!! وكان مدفع الدلاقين يُطلق إيذاناً بموعد الإفطار في رمضان بديلاً عن الآذان منذ التركية السابقة وحتى الحكم الثنائي الاستعماري ثم الحكم الوطني حتى توقف نهائياً.. وجاءت التسمية من أن المقذوف أو (الجُلًّة) تصنع من الدلاقين وتُحشَى من فوهة المدفع لتحدث عند اطلاقها دوياً كبيراً يسمعه الناس فيفطرون أو يمسكون. ولما انتشرت المآذن ومكبرات الصوت انتفت الحاجة إليها بين سكان المدن إذ لا وجود للمدافع بالقرى.. ولكن بعض المآذن ترفع الآذان ومعه الصلاة خير من النوم قبل دخول وقت الفجر مما يصيب الصائمين بربكة في تحديد وقت الامساك. ولا أدري لماذا لا تتدخل الوزارة المختصة لتوحيد توقيت الأذان بدلاً عن تركه بين يدي بعض أنصاف المتفقهين.. قال صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم أذان بلال فكلوا واشربوا فهو إنما يؤذن بليل.. وإذا سمعتم ابن أم مكتوم فأمسكوا.. قال المفسرون وكان بين الأذانين مقدار خمسين آية وهو ما يقدر في زمان الناس هذا بحوالي عشر دقائق. ü ومنذ صغرنا كنا نحب اليمين ونسأل الله أن يجعلنا من أصحاب اليمين وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في شأنه كله.. وقد علمنا بأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.. وفي القرآن (ما أصحاب الشمال. في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم) ورحم الله شيخي عابدين إدريس صالح (المراغي) فقد علمني في تقليم الأظافر أن أبدأ باليمين وأنتهي باليمين.. أبدأ بالسبابة اليمنى فالوسطى فالخنصر فالبنصر ثم بنصر اليد اليسرى فالخنصر فالوسطى فالسبابة فالإبهام فإبهام اليد اليمنى.. وقال تلك هي السنة، فما تركت ذلك من يومي ولا أنسى شيخي عابدين محمد من صالح الدعاء.. اذا فنحن يمينيون، وأن تكون (يمينياً) فذاك يعني عند أهل الجهة المقابلة سياسياً أنك رجعي ومتخلف ومضاد بالضرورة للتقدم والتحضر وبقية (الملافظ) والملافظ سعد كما يقول المصريون.. ومن العجيب ان هؤلاء (التقدميين) لم يقدموا شيئاً البتة لبلادنا هذه غير النقة الفارغة.. والسباحة في الرمال.. واتخاذ الموقف المعارض لكل شئ و(أي أحد).. فلا تعرف بلادنا لأحزاب اليسار انجازاً واحداً.. وهم على قلتهم يجيدون الصراخ ويحبون الصراع وينسبون المبدعين من شعراء وفنانين إليهم حتى صار بعضهم مثل مدفع الدلاقين لا يصلح لأي مواجهة ولا تتعدى رسالته إعلان دخول وقت واحد من خمسة أوقات في اليوم وخلال شهر واحد من أشهر السنة وترقد معظمها اليوم ممتلئة بالغبار وخيوط العنكبوت لا يعبأ بها أحد فقد تجاوزها الزمن وانقضت آجالها فاللمدافع والاحزاب والجمهوريات والبلدات كما للناس (آجال) فأن طفت على السطح بعض الفقاعات اليسارية تناويء وتعارض وتهاجم بمدفعية الدلاقين فأعلموا انما هو حقهم في إبداء رأيهم وأهل السودان أعلم بمن ضل عن مسيرة بلادهم نحو السلام والتنمية وهم أعلم بالمهتدين الى رحاب الوطن الواحد (وما قد كان وما سيكون). ü عندما عاد الاستاذ الكبير عبد الحكيم الطاهر من القاهرة نهائياً قال لي أنا متأكد أن الانقاذ دي يمكن أن تحكم الى ما شاء الله.. لأن معارضتها في الخارج لا تتعدى (قعدات السكر) وما أن تعبث الخمر الرديئة رخيصة السعر بعقولهم حتى يجأروا بالبكاء وهم يقولون (هاااغ الجماعة ديل أديهم يومين بس).. يومين في يومين والحمد لله. وهذا هو المفروض..